فضلاً عن كسوته. وقد عرف المسلمون الإسعاف الطبي الاحتياطي.
وخدمة الفرد عن طريق الجماعة كانت مما عرف المسلمون. والطرق الصوفية في بعض مناهجها تستهدف تلك الخدمة.
وقد مارس المسلمون الرياضة البدنية وأعظموها. يقول ابن طباطبا مثلاً عن فوائد الصيد:(. . . ومنها أن حركة الصيد حركة رياضية تعين على الهضم وتحفظ صحة المزاج).
وقد عرفت للمسلمين ألعاب جمعية خاصة، ونبيهم صلوات الله وسلامه عليه - كما يبدو من استقراء أخباره - كان رياضي السيرة.
والإسلام يتيح لأهله التسلية البريئة، ويروى عن النبي أنه قال:(الهوا والعبوا فإني أكره أن يرى في دينكم غلظة)، ولذلك عرف المسلمون ألعاباً متعددة للتسلية. على أن الإسلام في حرصه على أهله ومروءتهم ووقتهم يكره لهم بعض الألعاب كالقمار مثلاً.
وعبء الخدمة الاجتماعية الجليل الذي تتصدى اليوم بعض السيدات لحمله حملته المرأة المسلمة منذ قديم، فقد كانت تتعهد المريض والجريح بالمداواة والعناية والعون، وفي الحرب كانت تصنع للمحاربين طعامهم وتحرس رحالهم.
هذه إشارة عابرة لا يتحمل المقام تعزيزها بالنصوص والأسانيد، ولكنها حرية أن تنبه إلى ذلك التراث الفخم الذي يعيبنا ألا نوليه دراسة باحثة صابرة وأن ندعه صامتاً لا ينطق به لسان ولا قلم، والذي لا تعدو الاتجاهات الغربية الحديثة أن تكون ضرباً على بعض قوالبه.