كان يدعوا من قبل وظن أنه إذا أغدق المال على صنائعه وأشبع البطون من الأمم التي أفقرها بطمعه وجشعه عمرت الدنيا واستقام الحال وعم السلام، ولكن هيهات! فلن يكون سلام إلا إذا رجع الغرب والشرق كلاهما إلى الله الحق السلام. ومهما يكن ما بين الغرب فالمسلمون بيدهم من الله كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فليرجعوا إليه ويعملوا به ويستمسكوا به استمساك الغريق بحبل النجاة عسى الله أن ينجيهم مما يظل العالم اليوم من كارثة لا تبقى ولا تذر. فإن لم يفعلوا وركنوا إلى الغرب ومدنيته وماديته فلا يلومن إلا أنفسهم، فإن الله سبحانه وتعالى يقول (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ويقول في مثل أهل الغرب اليوم (فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم؟ قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا، كذلك حقاً علينا ننجي المؤمنين) وقد أعذر من أنذر. ولله الأمر من قبل ومن بعد.