ثم كتب المؤلف مقدمته الخالدة لديوان الدكتور إبراهيم ناجي (ليالي القاهرة) فأفاض في الحديث عن الجديد والقديم، وعن اللفظ والمعنى، وعن طرق تعبير المدرسة الحديثة في الشعر، وكيف قوبلت هذه المدرسة بالحرب العوان، وكيف انتصرت هذه المدرسة التي يمثلها ناجي. وأشار إلى الفروق الدقيقة بين المدرسة القديمة والمدرسة الحديثة في الشعر والتفكير، وإلى شخصية ناجي وطابعه الواضح وعاطفته المتأججة في كل أشعاره الطريفة، وقال عنه: إنني لأحب هذا الشاعر كل الحب، ولا أعتقد أن حبي طغى على تقديري له، فهو شاعر رقيق تصل معانيه إلى قلبك قبل أن تصل إليه ألفاظه في طلاوة وسهولة. وقال: إن ديوانه يمثل نهضة الشعر المعاصر وتطوره. ولعل هذا الفصل أبدع وأروع فصول الكتاب.
ثم أبدى المؤلف إعجابه بالأستاذ محمود غنيم وقال: إن ديوانه (صرخة في واد) صرخة الأدبالرفيع سيرن صداها على مدى الأجيال بين آفاق العروبة. ونوه بخصائص الأستاذ العوضي الوكيل في ديوانه الجميل (أصداء بعيدة) وأظهر خصائصه قدرته على سرعة النظم سرعة تكاد تكون ارتجالاً، وإجادته في الربيعيات خاصة في ديوانه (أغاني الربيع)، ونظم الشعر الرائع في أسرته وأولاده حتى أعد ديواناً كاملاً سماه (عالمي الصغير). وقال المؤلف عن الشاعر: فأنا إذ أقدمه إلى قراء الشعر العربي الحديث أقدم موضوعاً كاملاً من الأدب العالي والفن الرفيع.
وقص علينا كيف لقي الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي في (غزالة) لأول مرة في مقدمته لديوانه (أحلام الفجر) - وسيصدر قريباً - وقال عنه: إنه شاعر تنبض العاطفة الجياشة في كل ما يصادف القارئ من قصائده ومقطوعاته، وشبه ديوانه بالمعرض الفني العظيم، وعلل كيف يراه بحترياً متنبياً في آن، أو شوقيَّ عقاديَّا معاً.
ويمتاز ما كتبه الناقد العبقري صاحب (وميض الأدب) في الشاعرين: العوضي والغزالي بقوة التحليل ودقة التعليل وبراعة التدليل والربط بين الشاعرين وأشعارهما برباط محكم لصلتهما به منذ زمان طويل.
وفي وميض الأدب كلمة عن الأستاذ الصاوي شعلان صدر بها كتابه (حكمة الشرق) وبين