قبل على شرط أن يكون في توجيهه وإرشاده ما يهديني إلى أشياء تدق على فهمي المتواضع؛ ولكن الذي أضيق به، هو أن يتحدث الأستاذ عطا الله عن فن القصة القصيرة بهذه اللهجة التي تذكرني بخالدي الذكر (تين وسانت بيف وأرنولد)، ثم لا أخرج من كلمته بشيء يمكن أن يدفع بي إلى الصف الأول من صفوف تلاميذه!
ينكر الأستاذ عطا الله أن مجال العمل الفني في القصة القصيرة مجال محدود، فهل يأذن لي بأن أقدم إليه هذا التعقيب الطريف الذي أدلى به الأستاذ توفيق الحكيم في حديث دار بينه وبيني يوم أن قطعت بهذا الرأي؟ لقد قال الأستاذ الحكيم:(أنا معك في أن العمل الفني في القصة القصيرة لا يمكن أن يقاس إلى نظيره في القصة الطويلة، إلا إذا أمكن أن يقاس سباق القطط إلى سباق الخيل؟!
ومن العجيب أن الأستاذ عطا الله يحرم على القارئ الشرقي أن يحكم على شخصيتي موباسان وتشيكوف لأن ما نقل من أدبهما إلى العربية أقل من القليل، ومع ذلك فقد أباح لنفسه أن يتحدث عن موباسان وتشيكوف بلهجة تذكرني أيضاً بخالد الذكر بندتوكروتشه. . ألم أقل لك إن ما يباح للأساتذة يحرم على التلاميذ؟!
هذا هو كل ما يستحق التعقيب في مقال الأستاذ عطا الله. . . ومعذرة يا (أستاذي) فقد علمت من آخر صفحة في عدد (الرسالة) الماضي أنك قد فزت بجائزة من جوائز الدرجة الثانية في مباراة القصة القصيرة التي أقامتها وزارة المعارف؛ ومعنى هذا أن هيئة التحكيم التي لم تقدر فنك كانت أجدر مني بهذا الدرس القيم في أدب القصة!
أين العلوم في الرسالة؟:
يسألني الأديب الفاضل الأستاذ عبد المنعم العزيزي في رسالة بعث بها إليَّ عن مكان العلوم في (الرسالة) مع أنها تحمل هذا الشعار: (مجلة أسبوعية للآداب والعلوم والفنون). . . ثم يعقب على سؤاله بقوله إن المهتمين بالبحوث العلمية يجب أن يخصص لهم في (الرسالة) بعض الصفحات، أسوة بعشاق النقد والقصة والفلسفة والسياسة والاجتماع ممن تقدم إليهم مجلتنا الرفيعة من أسبوع إلى آخر فنوناً من هذه المعارف المختلفة. . . ثم يقول في ختام كلمته إنه يود أن تستجيب (الرسالة) لهذا الرجاء حتى تكتمل لها رسالتها المثلى في خدمة الأدب والعلم والفن، وبخاصة في هذه الأيام التي يقوم فيها العلم بأخطر أدواره في توجيه