موجة الإعجاب بسحر هذا التعبير (فتقت أكمام العبقرية) هي التي طغت برنينها العذب على جوهر الواقع فشوهته في غفلة من أعين الرقباء!
إن المثقفين في كل مكان يعلمون أن موسيقى فاجنر قد لقيت من قلم نيتشة أعنف وأبشع ما لقيته موسيقى فنان من قلم فيلسوف!. من يصدق أن فاجنر قد فتق أكمام العبقرية في نيتشة، نيتشة الذي رمى موسيقاه بكل نقيصة، وأذاق فنه من ألوان الهدم والسخرية ما أذاق، ورفع في وجهه معول التدمير يهوي به في ضربات قاسية لا تعرف ليناً ولا هوادة؟!
فاجنر في رأي نيتشة مثال فذ للشخصية المنحلة، وموسيقى فاجنر في ذوق نيتشة نموذج صادق للموسيقى المريضة، وفن فاجنر في ميزان نيتشة همجية تختلط فيها الشعوذة بالجنون!. . إن فاجنر كما يقول نيتشة:(لا يستطيع أن يهز بموسيقاه إلا أعصاب النساء، وهكذا تفعل الموسيقى المريضة! إن فنه يستند إلى دعائم زائفة لا يمكن أن يرضى عنها إلا كل منهوك القوى منحل الشخصية محطم الأعصاب. . إن الفيلسوف الرابض بين جوانحي ليثور على كل ما هو مريض ومنحل! إن القدرة على خلق فن منحط أهون بكثير من القدرة على خلق فن رفيع؛ ومن هنا استطاع فاجنر إن يرضي الأذواق الفاسدة، الأذواق (الفاجنرية) المنحرفة!. . إن هذا العصر الذي نعيش فيه ليدين بشروره وآثامه إلى شخصية فاجنر، هذا المتلف الهدام)!
هذه هي الموسيقى التي قال فيها نيتشة ما قال، وقال عنها عبد الرحمن الخميسي إنها كانت الأفق المجيد الذي استنزل منه نيتشة أروع قصائده وأبسل أغانيه!. . . إنني أنصح قراء (الرسالة) إن يصدقوا نيتشة، أما قراء (المصري) فلا بأس من أن يصدقوا عبد الرحمن الخميسي إذا قال لهم إن موسيقى فاجنر هي التي خلقت عقلية هتلر وفون مولتكه وبسمارك. . . وفريدريك الأكبر!!
ترجمة تحتاج إلى تصحيح:
تحدث الدكتور عبد الرحمن بدوي في عدد (شباط) من مجلة الأديب اللبنانية عن مسرحية الأيدي القذرة للكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر. . ولقد استوقفني ما جاء بمقاله من ترجمة خاطئة لبعض كلمات رأيت أن أصححها، حتى لا تبعد الشقة بين أصلها في الفرنسية وبين ما يقابلها في العربية: