الرسالة الغراء، ثم يقول (الأسمر يسطو على شعر الزين) خصوصاً إذا كان صديقنا يقول إن الأسمر ليس بعاجز عن نظم الشعر.
ألم يقل امرؤ القيس (يقولون لا تهلك أسًى وتجمل) وقال طرفةُ (يقولون لا تهلك أسًى وتجَلّدِ) ألم يقل امرؤ القيس:
وشمائلي ما قد علمتِ وما ... نبحتْ كلابك طارقاً مثلي
وقال عنترة:
وإذا صحوتُ فما أقصرُ عن ندًى ... وكلما علمتِ شمائلي وتكرمي
ثم ألم يقل عنترة:
وخيْلٍ قد دلفتُ لها بخيْلٍ ... عليها الأسد تهتصرُ اهتصارا
وقال عمرو بن معد يكرب:
وخيٍْل قد دلفتُ لها بخيٍْل ... تحيةُ بينهم ضرب وجيع
وقالت الخنساء ترثى أخاها صخراً:
وخيلٍ قد دلفتُ لها بخيلٍ ... فدارت بين كبشها رحاها
ثم ألم يقل أبو تمام:
بمحمد؛ ومُسوَّد، ومُحسَّدٍ ... ومُكرم، ومُمدَّح، ومُنعزَّلِ
وقال البحتري:
ذاك المحمدُ والمسوَّ ... دُ والمكرَّمُوالمحسد
هذا قليل من كثير تفيض به كتب الأدب والأمثلة على ذلك كثيرة من شعر المتقدمين والمحدثين، ولولا خوف الإطالة ذكرنا ما جاء في الكتب، وذكرنا ما لحظناه نحن ولم تذكره الكتب، ونحب أن نذكر هنا مما لم تثبته الكتب قليلاً من الأمثلة:
قال امرؤ القيس متحدثاً عن نفسه في مرضه:
(ولكنها نفس تساقط أنفساً)
قال الزين رحمه الله في الأبيات التي ذكرها صديقنا وصديقه الأستاذ عباس:
تساقطنفسيكلَّيوم فبعضها ... بجوف الثرى والبعض رهنُ النوائب
وكذلك قال عبد الله بن الخياط الأندلسي يصف الليل: