الحاج إبراهيم كحال كثير من خاصة الحجاج، يذهبون إلى مكة محرمين، ويعودون منها مجرمين! ألم تلاحظ وأنت من جيرة هذا الحاج إنه يجلب من الحجاز مقادير كبيرة من التمر والحلوى على خلاف ما جرت به العادة؟ قال الشيخ: بلى، وما السر في ذلك؟ قال: السر إنك إذا شققت تمرة من يابس التمر، أو فتحت علبة من علب الحلوى، وجدت فيها الكنز الذي ينفق منه طول العام. وهذا الكنز قبل أن تسألني عنه نوع من الحشيش المزمزم المبارك مما يجلبه أتقياء الحجاج من منابت آسية العجيبة، إلى أرض الحجاز المقدسة الحبيبة! فصحنا جميعاً دهشين: والجمرك؟ فعرض الرجل ابتسامة وقال: صلوا على النبي يا جماعة! والله لو كان على حدودنا تفتيش، لما دخل مصر أفيون ولا حشيش!
أحمد حسن الزيات
الميثاق العالي لحماية حقوق الإنسان
للأستاذ عمر حليق
تعتقد لايك سكسس ومعها بعض ألسنة الرأي العام الدولي أن أبرز عمل قامت به الجمعية العمومية لهيئة الأمم في اجتماع باريس هو موافقتها على الميثاق العالمي لحماية حقوق الإنسان.
ولو أننا تناسينا مؤقتاً فقدان السلطة العملية التي ما فتئت هيئة الأمم المتحدة تسعى لتحقيقها، واتخذنا الناحية النظرية مقياساً لهذا الميثاق - لتبين لنا خطورة هذه الخطوة التاريخية التي سجلت فيها الأمم المتحدة - نظرياً على الأقل - حمايتها للفرد أيان كان وضد أي كان - ضد الدولة الغاشمة، وضد الأنظمة الظالمة، وضد النظرة القومية الضيقة التي تحاول أن تنال من حقوق الفرد باسم الصالح القومي فإذا هي تعصف بأهم دعائم القومية الحقة وهي حرية الفرد وحقوقه.
ولا غرابة إذن أن ينفرد بالتصويت ضد هذا الميثاق ممثلو دول أوربا الشرقية الذين يفرضون أنفسهم على الشعب بقوة الحديد والنار؛ ودولة اتحاد جنوب أفريقيا حيث تحول القومية العنصرية الضيقة دون المساواة في الحقوق بين السكان الأوربيين وهم قلة، والسكان الوطنيين الأفريقيين وهم كثرة. وقد صوتت كذلك ضد الميثاق المملكة السعودية