للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قرية من قرايا مدينة صفد التي صفاها بالاندثار مصفد، فأنزله الأخ محمد عند صديق يقول له أسعد، فبات عنده ليلتين. ثم بات في قرية ملئت بالفرقة الدرزية عند رجل من أهل السنة وبكر منها إلى جنان (حاصبية) ومنها إلى كفر كوك الدبس، ومنها إلى كفر قوق الفستق، ومنها إلى حارة القبيبات، ونزل في دار المكارى للراحة، لا للبيات، ووصل دار صهره الشيخ إسماعيل التي جددها.

وكان قد نزل الخلوة بتوصية منه إلى صهره، جناب الصديق السيد محمد التافلاتي، مفتي القدس، والذي رافقه في طرابلس الشام. وجاءه للسلام وودعه في اليوم الرابع فانتقل الشيخ إلى الخلوة وأخذ بزيارة جدوده، لدى الشيخ أرسلان، والصالحية في دمشق، وزار شيخه الشيخ عبد الغني النابلسي وبات في خلوة داخل الجامع المحيوي، ومفتاحها بيد خادمه الشيخ إبراهيم الحتمي، وبايع فيها شاب يدعى عثمان حرشي، وعاد في الصباح من طريق عين الكرش إلى مرج الدحداح وزار جده الأعلى سيدي محمد عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ثم شيخه المرحوم الشيخ عبد اللطيف، ثم توجه إلى جنينة تحت القلعة وزار سيدي عدي بن مسافر، وقبره ملاصق لشجرة عظيمة مكتوب عليه عدي بن مسافر كتابة قديمة، وللمذكور ديوان، وعاد مع رفاقه للخلوة.

واجتمع الشيخ بوالي الديار صديقه [رجب باشا] وكان معه خبر قضية العم محمد أغا البكري الصديقي، وقد فاتحه في أمر زواج ابنته من الشيخ، فوعده خيراً، وأضاف أنه سيهبه مسكناً وسكناً، ويدخله على ابنته فرضى منه الوزير، بهذا الوعد العرقوبي، وصار عينه به، وسار الشيخ مع صهره إلى حرستي لحضور ختان ولديه السيد محمد أبي الفضل والسيد أحمد أبي الهدى. وأراد بعض الإخوان الرجوع إلى القدس وذلك سنة (١١٣٠هـ) فحملهم كتباً للإخوان في القدس، ومنهم الشيخ محمد الخليلي، وكتاباً للإخوان في مدينة الخليل ومنهم الشيخ عبد الرحمن الخطيب التميمي، وقصائد نصف شوق الشيخ إلى تلك الربوع.

ولما دخل شهر رمضان حرك الله همة عم الشيخ، لزيارة البيت، فقال الشيخ في نفسه أن ذهابهم في صحبة الوزير، رجب باشا، وكان أميراً للحج فيه فائدة، أضف إلى هذا أنه يتقرب إلى قلب عمه، ثم يقضي فرضه، فرضي عمه بذلك، وقد ذكر الشيخ ما وقع له في

<<  <  ج:
ص:  >  >>