جامعها الأبيض، ونوى أن يتعداها إلى (لد) وزار مقام سيدنا علي رضي الله عنه، كما زار الجبانة، وبات عند الصديق المسعود الأعلمي الشيخ أبي السعود الممدود العلمي، ثم توجه إلى قرية (عابود) ومنها إلى قرية (سلفيت) وبات بها، وتوجه في الضحوة إلى نابلس ونزل في التكية الدرويشية، وبلغه وهو فيها أن الشيخ محمد الخليلي ومعه النقيب السيد محب الدين يقصدان الشام للاجتماع بمتوليها قريباً جناب رجب باشا، للسلام. وكان قريبه الشيخ إبراهيم بن سعد الدين الجباوي قد وصل إلى نابلس بعد أن زار الخليل، فسلم عليه، ومن بني سعد الدين جدة جد الشيخ فهم أخواله، وبقي الشيخ في نابلس في التكية. وكان معمر الدرويشية سيفي أغا البكداشي الطريقة ذهب للديار الرومية، وأبقى مكانه شاباً اسمه أحمد. وممن زاره حسين بيك بن شرة، ودعاه لداره مع الأخوين السلفيتي والموقت فقبل دعوته. ودار بينه وبين الدرويش أحمد البكداشي حديث وقد أخبره الشيخ عن الشيخ عبد الغني النابلسي أنه قال بمناسبة حمل البكداشية للبوق وضربهم به في المساء والشروق، أنهم إنما يفعلون ذلك لتنفير الوحوش في المهمة الموحش المفروش، لأنهم يسيحون في المهاد فيحتاجونه لدفع أنكاد، فقال الشيخ نعم أنهم يضربونه لطرد وحوش الخواطر في مهمة القلب الموحش المفروش بغير العواطر. ثم إلى قرية (حجة) وأقام بها في خلوة الجامع المرتفعة مع إخوانه. ورأى عند الشيخ محمد شرح الجزائرية للشيخ قاسم الخاني ورأى بخطه قصيدة أبي مدين الغوث التي مطلعها:
ادرها لنا صرفاً ودع مزجها عنا ... فأنا أناس لا نرى المزج مذ كنا
وسار نحو قرية (عزون) وبعد الأكل وشرب القهوة عاد إلى (حجة) وكتب منها مكتوبين للاخوان، وودع رفاقه، وتوجه إلى (المجدل) قرية من قرى بني صعب، وإذا بخيول تتجارى في سهول الغابة وانقشع الغبار عن سحابة، فقيل له أن تلك الخيمة الزاهرة اللامعة نصبت للوزير جناب رجب باشا أمير الحاج صديقه، فأراد الاجتماع به، وما تغبرت الأقدام حتى ارتفع ذلك الخام، فجد بالسير نحو (عيتل) وبات فيها عند الشيخ عبد الله المغربي، ثم توجه نحو قرية (الهويج) وكان قد عمرها الشيخ صالح بن الشيخ سهل، فرحب به، وأقام بها يومين، وكرر شر القهوتين، السوداء والبيضاء، ودعاه الشيخ قاسم أخو الشيخ صالح قرية (المغار) وزار جدهم رفيع المنار وبات فيها أربع ليال، ولم يزل يسير إلى أن وصل