(للحاخامين السيادة على الله، وعليه إجراء ما يرغبون فيه)(سفر مويدقنان ١ حرف أ).
(إذا احتدم الخلاف بين الحاخامين والله فالحق مع الحاخامين)(سفر بابا مزيا ٨٦ حرف أ). وهناك كثير من هذه الطرائف.
إذا كان الأستاذ لطيف المختار لم يجد هذه الآيات في التلمود الذي طالعه فأسأله: أي تلمود قرأ؟ طبعاً لم يقرأ التلمود الأصيل بل قرأ التلمود المنقح.
التلمود الأصيل ذو ١٤ جزءاً جمعت محتوياته في القرن الثاني للميلاد. وقد قرَّظه الكاتبان اليهوديان: جيروم ونارو فقالا فيه: إنه مجموعة شاذة لمعتقدات وعواطف وأمال وخرافات وقصص وتقاليد وقواعد تشريعية وأدبية.
وقد ظهر من هذه المجموعة طبعات مختلفة أقدمها عهداً ظهرت في مدينة البندقية سنة ١٥٢٠ ثم طبعت بعد ذلك مراراً. فما لبثت أن جاءت حجة ضد اليهود؛ فنقحها مجمع منهم واستعبد منها كل ما هو شاذ وناب وأصدر أمراً بأن لا يطبع إلا النسخة المنقحة. ولكن الناشرين ضربوا بهذا الأمر عرض الحائط. وأما النابيات فحفظت على حدة يلقنها الحاخامون لبني جلدتهم شفوياً.
والظاهر أن الأستاذ لطيف لم يطلع إلا على التلمود المنقح الذي قدمه إليه أحد اليهود الذي يخجل من إظهار التلمود الأصيل.
وإذا شاء حضرة الأستاذ أن يعرف أشياء أخرى عن التلمود الأصيل وعن أخلاق اليهود ومبادئهم ودسائسهم الخ فأنصح له أن يطلع على كتاب الصهيونية ونشأتها وأثرها الاجتماعي (الذي أخذت عنه معلومات عن التلمود في هذا المقال) بقلم م كفوري وقد طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاءه. فإذا لم يجده في بغداد فلعل الأستاذ محمود حامي صاحب المكتبة العصرية يستطيع أن يجلبه له.
وإذا شاء الأستاذ لطيف المختار أن يعرف أسرار سلوك اليهود الخاص في جميع الأمم وكنه رغبتهم في إنشاء دولة يهودية في فلسطين يتوسلون بها إلى السيطرة على كل العالم واستعباد جميع الأمم؛ فنرشده إلى مجموعة (البروتوكولات) الأربعة والعشرين السرية التي