٤ - ومع الإخراج فهو ممتاز بالطبع. . ولكني لا أدري كيف يحدث جرح من دون إراقة دماء. . . لقد طعنت (منى)(شفق) طعنتين قاتلتين ولكنا لم نر أثراً للدماء. . . ولا تمزقاً في الثياب. . . أترى ذلك إنما حدث لأن منى لم تعرف كيف تقبض على الخنجر!! لا أدري. .
٥ - ولا أدري ما هي الضرورة التي تدعو (الجاسوس) لأن يلبس (حذاءاً) بحيث تحسبه وقع خطوة إذا ما مشى على خشبة المسرح وقع قائد جيش منتصر. . أظن أن الجاسوس يعنى التستر في كل زمان ومكان.
٦ - هذا وهناك عادة أخالها جارية في أكثر بلاد الله. .
إذا ما انتهى فصل من فصول (الرواية) أسدل الستار فصفق المشاهدون إعراباً عن إعجابهم فرفعت الستارة ليظهر الممثلون بوضع (طبيعي) يردون فيه التحية. . .
ومع أنه من حق الجماهير أن يعبروا عن تقديرهم ومن واجب الممثلين أن يردوا التحية. . . إلا أني أرى في هذا المظهر ما يبعد المشاهدين عن جو (الرواية) ويعيد إلى أذهانهم بأنهم أمام تمثيل بعد أن أنستهم الإجادة ذلك وغمرتهم في جو جعلهم يتصورون أن (فردوس) هي (منى) حقيقة وأن (أمينة) هي (شفق) واقعاً وأن (فاخر) هو عبد الله صدقاً. . . وعليه وعليه فمن المستحسن ترك هذه العادة. .
٧ - أما الروح الشعري الذي سكبه أباظة في مسرحيته فلا يخفى على أحد. . ولكن قد يحس الإنسان أن هناك بعض الألفاظ القليلة التي هي أقرب إلى الاستعمال النثري من قبيل (اكفوا) ومن قبيل (الكوب) وقبيل (يركد قلبي ركداً).
٨ - وإذ أجل تمكن الأستاذ الشاعر من إضفاء الروح الوطنية على مسرحيته. . . تمكناً يشعرك أنها متلائمة مع عصر الناصر. . . أقول إذ أجل ذلك فلا يضير أن أشير إلى أن الأستاذ الشاعر قد ينسى (الناصر) فيظهر في عصر أباظة) فيدعه يتحمس بالدعوة إلى (جبهة عربية) هذا مع العلم أن (أمية) الأندلسي ليست مثل (أمية) الشام في هذا الموضوع. . أقول هذا مع احترامي (للجبهة العربية).
٩ - ومعلوم أن ذكر الناصر و (الحكم) يقترن به دائماً بنهضة الثقافة ولكن الأستاذ المؤلف لم يجهل لنا هذه الناحية التي تصور مجداً إنسانياً عالياً، الناحية التي تركت أسبانيا تحتفل