للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فقد حب الغلو إلى بنينا الذين هم شباب قنع لا خير فيهم ما هذه المسلطة؟ هل لغا شوقي بما حكيت، هل نظم ما نثرت، وهل هذا من كتاب (الوشى المرقوم في حل المنظوم) لابن الأثير؟. . .

الذي قلته في كلمتي السابقة هو كاف شاف ولكن هذا الأديب، حال تسال زيادة، فله ما يريد:

١ - ليس المقام في قول شوقي مقام ذم، ولكل مقام مقال، وقد جاء البيت يعزز الذي قبله، وهو بيت حكيم أرسله شوقي مثلا كدأب المتنبي في حكمه وأمثاله التي تؤيد مقاصده في أقواله.

٢ - كيف يصف شوقي شباب مصر انهم مغالون وأنهم قانعون وكيف يقنع المغالى، وكيف يغالي القانع؟

دع ميزان الذوق واللغة و (الإعراب) وخذ ميزان العقل وزن. . . .

٣ - رأى الأديب محمود إن البيت ذم إذ يدعو إلى حب الغلو، وقال في كلمته: (وكانت العرب تقول وهي تذم (ما عنده من المعالي إلا الرمي بالمغالي) أي الغلو والادعاء والتجاوز عن الحد).

وقد فهم الناقد السجعة كما فهم بيتي شوقي والمعنى الصحيح هو (ما عنده من المعالي إلا الرمي بالسهام) والمغالى جمع مغلاة وهى السهم يغلى به أي يرمى به لا (الغلو والادعاء والتجاوز عن الحد).

والقول الذي نسبه إلى العرب هو للزمخشري، وهو من سجعات الأساس، وقد جاء في هذا الكتاب: (غلا بسهمه وغالى به وتغالينا بالسهام، وترامينا بالمغالى، وتقول: ما عنده من المعالي إلا الرمي بالمغالى، وتقول: أنا لا احب الغلو في الدين والغلاء في السعر، والغلاء في الرمي).

ثم إن الغلو صفة ذم في موطن وصفة مدح في موطن، والقائل هنا هو القائل في (أمين الرافعي) رحمة الله عليهما:

قيل: (غال) في الرأي قلت هبوه ... وقد يكون (الغلو) رأياً أصيلا

وقديماً بنى (الغلو) نفوسا ... وقديماً بنى (الغلو) عقولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>