فقم يا أيها (المعتصم)، لبها على (الخيول البلق) فان كتاب التاريخ أعدوا صحفهم، وأمسكوا بأقلامهم ليكتبوا المفخرة مرة ثانية للعراق، ولملك العراق!
إن الأمة التي أحبت فيصلا، وأحبها فيصل تناديك اليوم يوم الخطب بابن فيصل!
إن الشعب الذي بايع فيصلا، هو على بيعته لك، فهل تضيع شعبك يا أبا فيصل؟
إن القصر الذي كان يسكنه أبوك ملكاً، والذي كنت تلهو في حدائقه طفلا، هو اليوم مقر عدو العرب، منه يصدر الأمر بتقتيل رجالهم ونسائهم وأطفالهم، يسكنه اليوم العدو الذي بغى على فيصل، وسرق منه عرشه. فأنقذ تراث فيصل، من عدو فيصل، وعد أنت إلى قصر فيصل، يا بن فيصل!
يا غازي؟
الشباب الذين سقطوا في شوارع دمشق شهداء البغي، ماتوا وهم يهتفون باسمك يا غازي. العجائز تلقين أبناءهن المصرعين على أرض الوطن، وهن يهتفن باسمك يا غازي.
يا غازي، كم من طفل وطفلة، عدا عليهم الظالمون، فتلفتوا حولهم يفتشون عن المنقذ الذي حفظوا اسمه، ورفعوا رؤوساً يسيل من جراحها الدم، وأشاروا إلى الشرق بأصابعهم الصغيرة المخضبة بالنجيع الأحمر، ورددوا اسمك: يا غازي!
يا غازي! بك علقوا الآمال، ومنك ينتظرون العون، أفتدع هذا الشعب بين براثن الوحوش يعبثون بكرامته وأمجاده وحياته وكرامته كرامة العرب، وأمجاده أمجادهم، وحياته حياتهم؟
أتتركهم يموتون، وبغداد تستروح رائحة الربيع العطر، وتستمع إلى جرس النشيد الحلو، وتنام على فراش النعيم؟
يا مليكي!
هذا يوم من أيام التاريخ له ما بعده، فلا يقولن التاريخ: (يا ليتهم نصروا الشام في وقت محنته! يا ليتهم لم يدعوه رهن الحديد والنار)!
الشام في كرب شديد. . . الشام في ضيق!
لقد ضج لما يعاني الشام قبر محمد، يا سليل محمد!
لقد اهتز الحطيم وزمزم، ومادت جبال مكة، يا حفيد شريف مكة!
يا مليك العرب: الشام يدعوك. الشام يستجير بك. الشام يهتف باسمك: (يا غازي. يا