وأحسست بدمعة سقطت على خدي، فأخذت بيد (القطب) وصعدنا في الجبل، نريد أن نهرب من هذه الدنيا، التي ليست دنيانا. . . لقد كانت لنا من عشرين سنة دنيا، وكان لنا فيها أصدقاء، فماتت وماتوا. . .!
أنا والمصحح:
إذا أنا تركت الكتابة يوماً، وكسرت هذا القلم، فيطلب القراء ثأره عند مصححي المجلات، فهم قاتلوه، بما يدخلون على آثاره من تصحيفات وتحريفات وتبديلات، وبما يقولون صاحبه أشياء لم يقلها، وقد رأيت العجب من المصححين، ولكن أمر مصحح الرسالة أعجب، فهو يصلح حتى أقول لا يفسد أبداً، ويفسد حتى أقل لا يصلح أبداً، فكأنه ملك الحيرة في يومي بؤسه ونعيمه، وهذا يوم بؤس له، ملأ العددين الأخيرين من الرسالة تطبيعات، وأعجب من هذا أنه يدخل الغلط على مقالاتي فأعبث بالتصويب فلا ينشر.
هذا، وستمر هذه الكلمة على المصحح الكريم، فليتكرم بإبقائها على ما هي عليه، فإذا أبقاها وقرأها القراء فليعلموا أنه رجل أمين منصف، وإني أشكره على أمانته وإنصافه. وأرجو أن لا يدرك أن هذا المدح رشوة له لينشر هذه الكلمة.