العمل، وترجمة القرآن الكريم إلى لغات مختلفة، واستخدام الإذاعة في تعميم الآداب الإسلامية. ثم شفعت ذلك بتلخيص عقائدها وهي:
١ - إننا نعتقد باختتام النبوءات بمحمد، كما قال مؤسس الجماعة: إنه لا نبي من الأولين أو الآخرين يعقب نبينا المعظم، وإن الذي ينكر ختام النبوءات يعتبر خارجا عن حظيرة الإسلام وليست له عقيدة فيه.
٢ - وإننا نؤمن بأن القرآن الكريم كتاب الله الكامل والآخر، وإنه باق لم ينسخ منه جزء إلى آخر الزمان.
٣ - إننا نحسب من المسلمين كل من يشهد بأن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله كائنا ما كان المذهب الإسلامي الذي ينتمي إليه.
٤ - وإننا نعد حضرة مرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الحركة الأحمدية مجدد القرن الرابع عشر، ونثبت أنه ما ادعى النبوة قط كما قال بكلامه: إنني لا أدعي النبوة. . . وكل ما أدعيه أنني محدِّث، وأن معنى المحدث هو الذي يسمع كلام الله. . . كلا. ما أنا مدع للنبوة وما مدعي النبوة عندي إلا خارج على الدين، وإنما يكذب عليّ الذين يحسبونني من أولئك المدعين).
وأيا كان الصدق فيما يقال عن دعوى النبوة هذه من إثباتها أو إنكارها ومن قبولها أو رفضها فإن الصدق الذي لا نشك فيه هو أن أتباع القادياني يخسرون بادعاء النبوة له ولايكسبون، وأن حركة التجديد في الإسلام يقوم بها الداعون إليها دون حاجة منهم إلى أمثال هذه الدعاوى التي تفض الأنصار وتفرق المتفقين، ولا تستميل إليها أحداً من المؤمنين بالأديان في المشرق أو المغرب، إن لم تجمعهم كلهم على محاربتها وتكفير المبشرين بعقائدها.
ونعود فنقول إننا قرأنا شيئاً من الكتب التي ألفها المجددون المسلمون في الهند ممن لا يقولون بنبوة القادياني ولا يقولون بأنه هو المسيح الموعود أو مهدي آخر الزمان، فلم نر في أقوالهم ما يمس عقائد الإسلام وإن كانت لهم تفسيرات وتخريجات لا يقرها جميع الفقهاء، وشأنهم في التفسير والتخريج شأن الفرق الإسلامية التي تجتهد في الدين ولا تنقض أصلاً من أصوله، فهي في حظيرة الإسلام لا تضيق بها حرية البحث التي كفلتها