الابتدائية العامة، وتعلم فيها اللغات والآداب والعلوم على منهج وزارة المعارف. وفي أول السنة الثالثة منها يتوجه طلابها اتجاهين على حسب مرادهم واستعدادهم: إما اتجاها إلى الدين وعلومه، وإما اتجاها إلى اللغة وفنونها. فإذا انقضت السنوات الدراسية الخمس تقدم طلاب الشعبتين إلى امتحان الشهادة الثانوية مع سائر إخوانهم من جميع المدارس، يمتحنون معهم فيما يتفقون فيه، وينفردون انفراد شعب التوجيهية فيما اختصوا به. والناجحون في هذا الامتحان سيجدون أمامهم طريقين هم بالخيار في سلوك إحداهما: طريق الوظيفة الوسط، وطريق الدراسة الأزهرية العليا. فإذا اختاروا طريق الوظيفة عينوا كتبة في المعاهد الدينية، أو في المحاكم الشرعية، أو في المجالس الحسبية، أو في بعض الأقسام من وزارات الأوقاف والمعارف والشؤون، أو عينوا موثقين شرعيين في المدائن والقرى. ذلك إلى أن لهم الحق بحكم شهادتهم أن يسابقوا في الامتحان إلى أي وظيفة من وظائف الدولة. وإذا اختاروا طريق الدراسة العليا دخلوا القسم الجامعي بالأزهر
٣ - أن يقتصر في التعليم الجامعي في الأزهر على كليتين اثنتين: كلية الدين وتندمج فيها كلية الشريعة وكلية أصول الدين. وكلية اللغة وتندمج فيها كلية اللغة العربية ودار العلوم وقسم اللغة العربية من كلية الآداب بجامعتي فؤاد وفاروق. ويشترك الكليتان في الدراسة العميقة للغتين العربية والأوربية، وتنفرد كلية اللغة بتاريخ الآداب العربية والأجنبية، كما تنفرد كلية الدين بتاريخ الأديان السماوية والأرضية. وذلك بالطبع فوق ما تختص به كلتا الكليتين من علوم الدين، أو من فنون اللغة. وما يتصل بهذه أو بتلك من العلوم الحديثة. ومدة الدراسة في الكليتين أربع سنين للعالمية أو الليسانس، وست سنين للتخصص أو الدكتوراه. ومن يرد من طلاب الكليتين الاستعداد للتعليم قضى في معهد التربية سنتين بعد الليسانس لمن يريد التعليم في الثانويات، ومثلهما بعد الدكتوراه لمن يريد التعليم في الكليات. والمتخرجون في كلية اللغة يزاولون تعليم اللغة والأدب في المعاهد الدينية، وفي جميع مدارس الدولة ابتدائية وثانوية وعالية، فضلا عن مزاولتهم الترجمة والتحرير والصحافة. وأما المتخرجون في كلية الدين فيزاولون القضاء، والمحماة، والإمامة، والوعظ، والخبرة، والتفتيش في المساجد والمعاهد، وتدريس الدين والشريعة في كل مكان يدرسان فيه.