يستطيعوا أن يفهموهم، وكانت المساجد مقفرة من دروس العلم، وكانت المدارس معينة بكل شئ إلا الدين؟
السبيل هو هذا:
إنها قد نشأت فينا طبقة من العلماء، ممن حصل العلم في المدارس الحديثة ولكنه درس مع ذلك علوم الدين ووقف عليها، أو درس الدين وعلومه على الطريقة القديمة ولكنه ألمَ بالثقافة الحديثة ودرسها كما يدرسها أهلها، وأنا أعرف على هذه الصفة كثيرين في الشام ومصر. وعلى هذه الطبقة يقع الواجب الأكبر في الدعوة إلى الله، والعمل على تعميم الثقافة الإسلامية، بالإلحاح على مديري الأوقاف وعلى مقام الإفتاء بوضع منهج عملي للتدريس والوعظ في المساجد، وأخذ المدرسين بالشدة لينفذوه ويسيروا عليه؛ والإلحاح على وزارة المعارف بالعناية بالعلوم الإسلامية في المدارس، ومنحها الساعات الكافية لها، وإدخالها في مواد الامتحانات المدرسية والامتحانات العامة واختيار المدرسين الصالحين لتدريسها - ويعمل كل على ذلك بلسانه إن كان خطيباً، وبقلمه إن كان كاتبا، وبقوته كلها.
فإن لم يفعلوا فليعلموا أنه سيأتي يوم قريب لا يبقى فيه من يدري ما هو الإسلام، ويكون حالنا كحال ذلك الجندي التركي الذي لحق في المعركة بلغارياً، فلما تمكن منه ووضع سنان البندقية على عنقه، قال له: أنا في عرضك. فقال له: أسلم! فوجد البلغاري الفرج، وقال: إني أسلم فماذا أقول؟