دويل الشاعر الإنكليزي المعروف. وكان ارنولد مشغوفاً جداً بهذا المنصب الذي تخلى عنه، ولذا نراه شديد الأسف لاضطراره للاستقالة من عمل أحبه كل الحب.
وفي سنة ١٨٦٥ انتدبته الحكومة مرة أخرى للتفتيش على المدارس الأوربية المختلفة. وكان يقابل هذه المهام بفرح وسرور زائدين مما جعل زملاءه يختارونه لكتابة التقارير عن رحلاتهم وعما يشاهدونه في المدارس المختلفة في فرنسا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا. وكان لعدم إلمامه بفن الرسم والبناء أثر في تقاريره فنراه غير معجب بإيطاليا كما كان ينتظر منه. وفي مدينة فلورنسة ينتقد الإيطاليين لتقليدهم الفرنسيين تقليداً أعمى
وفي أكتوبر سنة ١٨٦٥ نراه في مدينة زوريخ حيث سمع لأول مرة بوفاة لورد بلمرستون فكتب رسالة إلى والدته يطلعها على أفكاره السياسية وعلى تحيزه الشديد لحزب الأحرار، فيقول في رسالته هذه إن اللورد بلمرستون لا يصلح مطلقاً لقيادة الأمة التي تسلم قيادتها كبت أو لبول أوربيل، فوفاته لا تحسب خسارة وطنية كبرى للأمة والشعب.
وفي نفس السنة نراه يتقدم لطلب وظيفة (مندوب الإعانات) ولم يكن في بريطانيا كلها من هو أجدر منه بهذا المنصب، ولكن العادة جرت أن تسند هذه المهمة إلى أحد رجال القانون. وكان الرجل المكلف له بانتخاب أحد المتقدمين لهذا المنصب صديق من أصدقاء ارنولد ومحبيه؛ ولكن تدخل غلادستون في الأمر حرمه هذه الوظيفة لمخالفته إياه في آرائه السياسية. وقد لازمه سوء حظه في السنة التالية حين تقدم لوظيفة خازن المكتبة في مجلس العموم البريطاني يؤازره نفر غير قليل من كبار الساسة كدزرائيلي وغيره. ولكنه فشل للمرة الثانية لمعارضة دينسون رئيس المجلس ومقاومته.
وفي سنة ١٨٨٣ نراه يغادر إنكلترا إلى أمريكا ليلقي بضع محاضرات طلب الأمريكيون إليه إلقاءها. وكانت شهرته في هذه السنوات قد ازدادت وعمّت العالم الأوربي كله. وقد أم الناس على اختلاف طبقاتهم هذه المحاضرات فجمع قدراً غير يسير من المال ساعده على ترفيه نفسه والاعتناء بحياته بشكل جدي. وحين كان في أمريكا ذهب الرئيس برانت رئيس الجمهورية الأمريكية للاستماع إلى إحدى محاضراته حيث لم يع شيئاً مما قاله الخطيب. وكان ارنولد في الحقيقة خفيف الصوت تعوزه المقدرة الخطابية ولذلك ذهب إلى جامعة بوستن ليدرس هناك فن الخطابة فلم يلق نجاحا يذكر.