للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تدع مجالاً للشك في رأيه العلمي لمن أراد مخلصاً أن يعرف آراء العلماء

أما تهمته التي حاول إلصاقها بفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي، فهي تتصل بمقدمته التي قدم بها لكتاب (حياة محمد) الذي ألفه الدكتور هيكل باشا، وفيها يقول فضيلة الأستاذ الأكبر (إن الإسلام أعلى من شأن العقل والبرهان وجعلهما أساس الحكم والعلم وعاب التقليد وذم المقلدين وأنب من يتبع الظن وفرض الدعوة بالحكمة لمن يفقهها ولم تكن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم القاهرة إلا في القرآن وهي معجزة عقلية)

هذا هو قول فضيلة الأستاذ الأكبر. أتدري أيها القارئ ماذا صنع به هذا الشيخ الذي يتصيد التهم للناس تصيداً؟ لقد أعاد فيه وأبدأ في عدة مواضع متفرقة من كتابه بعبارات مختلفة ولوازم منتحلة، ومن ذلك أنه يقول (بهذه العبارة أنكر الشيخ المراغي المعجزات الكونية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويلزمه لذلك أن ينكر الأحاديث الواردة فيها، ويلزمه لذلك أن ينكر المعقل الثاني للتشريع الإسلامي وهو السنة المحمدية، وهو بهذا وذاك يمهد لإلغاء (كلية الشريعة) التي تدرس الفقه وأصول الفقه) قياس متصل النتائج نسج الخيال والتعسف مقدماته حتى انتهى إلى هذه النتيجة التي سود بها صحيفة كتابه!

فإذا كان هذا الشيخ ينتحل هذه التهم وأمثالها ويلصقها بالشيخ عبده والشيخ المراغي وأمثالهما فلا غرابة في أن ينتحل مثلها أو أشد منها ويلصقه بشلتوت وأمثال شلتوت، فتلك شنشنة عرفت من أمثال هؤلاء الذين مني الإسلام بهم في كل عصر، ورأوا أن مسايرة الجماهير في أهوائهم وعقائدهم أجدى لهم وأسبغ للخير والنعمة عليهم!

ومن الأمثلة التي نسوقها تفكهة للقراء، وبياناً لطريقة هؤلاء في البحث ومبلغ إخلاصهم للعلم ونزولهم على حكم البرهان، أن أحد المتمرنين على طريقتهم كتب يقول:

(بل كان يجب عليه - يريدنا - أن يتقرب إلى الله بمخالفتهم - يعني القاديانية - وإظهار موافقة المسلمين فيما يعتقدون، فإن لم يفعل ذلك تقرباً فليفعله مجاملة لأولئك الأبطال العلماء الذين وقفوا أنفسهم للدفاع عن الدين من هؤلاء المعتدين، وإظهاراً لاتحاد كلمة المسلمين حتى لا يجد المعتدى خللاً ينفذ منه. والمثل العامي يقول: (أنا وأخي على أبن عمي، وأنا وأبن عمي على الغريب) ثم يقول: (فبربك قل لي: كيف يكون موقف إخواننا علماء الهند الذين أثبتوا نزول عيسى عليه السلام بسبعين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها

<<  <  ج:
ص:  >  >>