للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاذ!)

ولست في حاجة إلى أن أقول: إنه لا يوجد بين كبار العلماء قاطبة، ولم يكن فيها من قبل، شخص كهذا الذي تصوره الشيخ وألبسه تلك العقيدة ظلماً وعدوانا

ولست في حاجة أيضاً إلى أن أقول: إن زمن التحاقي بالجماعة متأخر عن درس مسألة هذين الطالبين وتنفيذ القرار فيهما

ولكنني بعد هذا أسأله، وقد علم أن هذا العضو ليس بشلتوت: من يكون إذن؟ حتى نعرف على الأقل ثاني من يخطر بالبال في مثل هذا المجال!

أسأله وأنا واثق أنه لا يستطيع أن يجيب لأن هذا الشيخ وأمثاله لا يقولون ما يقولون عن علم أو بحث، ولكن عن خرص وتظنين وتمويه وتشويه (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس و (إن الظن لا يغني من الحق شيئاً)

وحسب القراء أن يعلموا أن هذا الشيخ لم يكد يسلم منه أحد من قادة العلم والدين في مصر: فهو يتهم الأستاذ الإمام المغفور له الشيخ محمد عبده، ويتهم المغفور له الأستاذ الشيخ رشيد رضا، ويتهم فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي، ويتهم غير هؤلاء ممن ذهبوا إلى ربهم وممن يعيشون! ولو شئنا أن نضرب للقراء أمثالاً من اتهاماته المضحكة لطال بنا القول، ولكننا نكتفي بإيراد ما نسبه إلى الأستاذين: الشيخ عبده والشيخ المراغي

زعم أن الشيخ عبده رضي الله عنه يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم رجل (من أمثال الذين يثقون بأنفسهم في صحة آرائهم ومبادئهم ويأمل الناس فيهم الصلاح والإصلاح) ينسب هذا إلى تلك الروح الطاهرة التي ذهبت إلى ربها راضية مرضية بعد أن جاهدت في الله حق الجهاد، ويكرر هذا المعنى كثيراً ويقول في لهجة تنم عن الحقد والضغينة في كل ما يتناول به العلماء المصريين: (تفكر في هذا وفي كون صحافة مصر المنحرفة عن الثقافة الإسلامية إلى الثقافة الغربية لا تزال تشيد باسم الشيخ قائل هذا القول)

يقول هذا في الشيخ عبده وهو صاحب رسالة التوحيد التي تكلم فيها عن الرسالة والمعجزة ودلالتها على صدق الرسول وعن الوحي وكونه ممكن الوقوع وواقعاً فعلاً، وعن وظائف الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالخصوص - تكلم عن هذا كله في أكثر من نصف رسالته بعبارات جلية واضحة لا لبس فيها ولا غموض

<<  <  ج:
ص:  >  >>