فلا تحسبوا هنداً لها الغدر وحدها ... سجيَّةَ نفسٍ كلُّ غانيةٍ هندُ
وإن عشت فسأنتقم للوطن الذي يظلمني من الذين يجورون عليه فيزعمون أن للحسن دولة في غير شارع فؤاد بالقاهرة أو طريق فاروق بالإسكندرية أو شارع عباس بمصر الجديدة أو طريق البحر في شبين الكوم أو شارع الحمراء في أسيوط.
زكي مبارك
١ - حول كتاب (الديارات) للشابشتي
ذكرت في تضاعيف الشروح التي علقت بها على مقالتي (يوم من أيام المتوكل) في العدد ٢٦٩ من (الرسالة)، أن (الشاذ كلاه) معناها (مهرجان التاج) وذلك نقلاً عمن يفقه اللغة الفارسية عندنا. على أنني عثرت في مجلة المجمع العلمي العربي (ص ١٣٧ من الجزء الخامس من المجلد الثالث) على مقالة لأحمد تيمور باشا عن الألفاظ العباسية التي ذكرها صاحب (نشوار المحاضرة)، ذهب فيها إلى أن معنى (شاذ) بالفارسية (الفرِح والسرور) وأن معنى (كل)، وأصلها (جل) الورد. فيكون معنى (الشاذ كلى): (نوع من أنواع اللهو كان يعمل سروراً بالورد) وضبطها (شاذ كلي) بألف مقصورة، وما أدري ما الفرق بين (شاذ كلى) و (شاذ كلاه) من حيث انتهاؤها
وما ذهب إليه العلامة تيمور باشا هو أصوب وأقرب. . . مما ذهبت إليه فأثبته إقراراً للصواب.
٢ - (أجهل من الكناني)
قرأت في (ثنايا) مقالات الأستاذ علي الطنطاوي - التي يصف فيها رحلته إلى الحجاز وصفاً سهلاً رائعاً - مثلاً أستشهد به وما أدري من أين جاء به. فقد قال:(إن دليلهم كان أجهل من الكناني وأصحابه في اللغة العربية. . .). فهل للأستاذ أن يبين لنا سيرة هذا الكناني، ويدلنا على مصدر هذا المثل، ويجلو لنا الوقائع التي دفعت العرب إلى القول (أجهل من الكناني) فأنا لم أجد فيما بين يدي من كتب من يذكر مثل هذا الاسم وهذا المثل. وله مني الشكر والإعجاب.