للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- آمنت بالله، وبهذا لحق الذي تذكرين وما أقل ما تذكرين من الحق. . . ولكن ألا ترين يا سيدتي ويا تاج رأسي أن الرجل إذا تزوج من امرأة كان هذا منه كافياً يشهد بأنه معجب بها وبذوقها وبجمالها وبملابسها وبزينتها. . . ثم ألا ترين أنه إذا اختار تلميذة له فوجه إليها اهتمامه وجهوده كان هذا منه كافياً أيضاً يشهد بأنه راض عنها وعن كيانها بما فيه عقلها وجسمها وعلى الخصوص إذا كانت هذه التلميذة ممثلة ممن يلقن أن يكن بطلات في أفلام شارلي. . . إني أعتقد أن هذه الشهادة تكفي، وأنه لا داعي بعد ذلك يدعو شارلي أو غيره من الرجال إذا استيقظ من النوم في الصباح أن يقول لامرأته: ما أبهاك وما أروعك؛ وإذا عاد إليها في المساء أن يقول لها: ما أحلاك وما أجملك؛ وإذا صحبها في عمل أو في لهو أن يقول لها: ما أذكاك وما أبدعك. . . ألا ترين أن هذا لا يمكن أن يكون إلا خداعاً لا طعم له. . . إنني أرى في الصمت والهدوء علامة من علامات الرضى، وأحسب أن شارلي كذلك، فهو ما دام صامتاً وهادئاً مع زوجه أو تلميذته كان معنى هذا أنه راض عنها، وأظن أنه إذا رأى فيها عوجاً لفتها إليه. . . وهكذا يجب أن تكون حياة الناس. . . أساسها التسليم والرضا الصامتان لا تبادل الإطراء والمخادعة. . .

- إنك تقول هذا لأنك خائب مثلما أن شارلي خائب فأنا منذ رماني الدهر في طريقك لم أسمع منك كلمة واحدة ترضيني ولم أجد عندك إلا الكلام الذي يسمم البدن ويكسر النفس. . . تذكر شارلي، وتذكر مواقعه الغرامية في أفلامه، وقل لي بالله عليك هل رأيته يوماً عاشقاً لبقاً. . .

- إذا كانت اللباقة هي صناعة الغرام، فشارلي عاشق غير لبق. أما إذا كانت اللباقة هي الغرام الصادق، فاذكريه يا جاحدة في (أنوار المدينة) كيف عشق العمياء وكيف أخلص لها وكيف كان يضحك الناس من غرامه هذا والدموع يسيلها من مآقيهم تأثراً له وتفجعاً، ثم اذكريه في (العصر الحديث) كيف أحب المشردة الصغيرة، وكيف كان يحنو على اخوتها ويطعمها وإياهم طعامه هو. وإذا استطعت فاذكريه في (البحث عن الذهب) كيف زين مسكنه لحبيبته، وكيف جلس ينتظرها والطعام أمامه لا يذوقه ولا يمسه، وكيف تخلفت عنه وهو مازال ينتظرها إلى أن غفا، فكان الحب أحلامه، وكانت هي عروسها. فلما أفاق وأدرك أنها تخلفت، جن حزناً وطاشت أحلامه، ولكنها ظلت عروس أحلامه الطائشة. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>