هذا ما حدثتني به المرأة. أما الرجال فإن كلامهم عن هتلر لا يرافقه حماس كحماسها، إذ أن الناحبة العاطفية تختفي لديهم ويقدرون في الزعيم براعته في الإنشاء والبناء، براعة الرجل الذي أعاد للنظام حرمته بعد أن شوهته الاشتراكية، والذي قضى على البطالة بتمجيده العمل والنظام، والذي أعاد لألمانية كبرياءها وعزتها ومجدها، فعاشت مرفوعة الرأس بين الأمم، ولكن هل ترك الأمم الأخرى تحيا كذلك؟
إن هذه الإشارة الخفية إلى النمسا وتشيكوسلوفاكيا لا تترك أثراً، ذلك لأن المنطق الألماني لا يدخلهما في عداد الأمم
إن صاحب جريدة (دوتش فرانزوزيش غيزبلشاف) وهو الكونت آرنيم، هو من كبار الملاك، وتبلغ مساحة ملكه ستمائة هكتار. وليست هذه المساحة الشاسعة نادرة الوجود في ألمانيا الشمالية إذ أن الأرض هناك مجدبة وغير مقسمة كثيراً، وعدد الزراع هناك قليل، فيضطر المالكون للالتجاء إلى البولونيين، ففكرت - ولم أظهر ذلك - في فلاحنا الذي تحنو عليه الأرض حنو المرضعات على العظيم، وتقدم إليه الغذاء وفق اعتنائه بها، ورغم هذا نراه يذهب إلى المدينة، إلى الضجيج والنور
لقد تنبه الزعيم لهذه الهجرة، ورأى أن وقفها لا يتم إلا برفع منزلة الفلاح: فالبوير (الفلاح) هو عنوان فخري موقوف على تلك الأسر الألمانية ذات الدم الصافي التي تحرث الأربوف، والأربوف هذا هو الحقل الموروث الذي لا تقل مساحته عن مائة وخمسة وعشرين هكتاراً ليس من الجائز تقسيمها، وينتقل هذا الحقل بالإرث إلى الابن الذي يسميه الأب، وليس لديهم قانون الابن البكر، فالأب يختار وريثه بنفسه
إنني أتمنى وأرجو لبلادي قانوناً نيراً يربط الأسرة بالأرض ويثبتها بها كيلا تضطر للهجرة عنها، فالأرض التي تقسمها قوة القانون ليس باستطاعتها أن تؤمن حياة أسرة، وتضطر تلك الأسرة للهجرة والرحيل. وإن باب التوريث في القانون المدني يقضي على زراعة فرنسية، فيفقد فرنسة عقيدتها وإيمانها. يجب علينا حتماً أن نعيد النظر في القانون، وبعض الأنظمة الجديدة تراعي هذه الناحية، ولكنها مراعاة غير كافية
احتفلت ألمانية احتفالاً فخماً بذكرى بلوغ هتلر سن الخمسين فهو قد ولد إذن يوم العشرين من نيسان عام ١٨٨٩ في بلدة ياسو؛ فلنحفظ هذه التاريخ لأنه من الممكن أن يجلو لنا