للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بوادر الثورة العسكرية. يتلخص الحادث في أن عدداً من الضباط بزعامة البكباشي لطيف سليم، قد توجهوا إلى وزارة المالية يطالبون بمرتباتهم المتأخرة، فلما حضر نوبار باشا رئيس الوزراء وكان معه السير ريفرز ولسن وزير المالية هجم هؤلاء الضباط عليهما وأشبعوا نوبار لطماً ولكماً وراحوا يجرونه من شاربيه، وامتدت أيديهم كذلك إلى وزير المالية؛ وكاد يتفاقم الحادث لولا أن خف إلى هناك الخديو بنفسه في فرقة من حرسه حينما نمى إليه خبره، وأمر الخديو بإطلاق النار إرهاباً فأطلقت رصاصات في الهواء وفر المتظاهرون

ولكن تهمة القيام بهذه المظاهرة أو تدبيرها قد وجهت إلى عرابي وأثنين آخرين من الضباط، وعقد لهم مجلس يحاكمهم وأصدر المجلس حكمه بتوبيخهم وفصل كل منهم عن ألايه إلى جهة بعيدة وكانت الإسكندرية نصيب عرابي، وفيها اتصل بكثير من الأوربيين

ويدفع عرابي التهمة عن نفسه مقررا أنه لا يد له فيها مطلقاً إذ كان في رشيد وقت وقوع الحادث، ذكر ذلك في مذكراته وذكره كذلك في التاريخ الذي كتبه لمستر بلنت بناء على طلبه عام ١٩٠٣ بعد عودته من منفاه. ولقد أطلع مستر بلنت الشيخ محمد عبده على ما كتب عرابي، فوافق على براءته من هذا الحادث

ولقد أدى اتهام عرابي على هذا النحو إلى ازدياد كراهته لإسماعيل وعهد إسماعيل. ولسوف يكون ذلك من أهم الدوافع التي توجهه إلى الاتصال بالوطنيين بغية معاونتهم والاستعانة بهم على تنفيذ ما كانوا يأملونه من وجوه الإصلاح. ذكر عرابي فيما كتبه لمستر بلنت: (ولكن قبل أن نفترق اجتمعنا (يشير إلى الضابطين اللذين اتهما معه) فاقترحت عليهما أن نكون عصبة لخلع إسماعيل. ولو فعلنا لحللنا المسألة من وقتها لأن القناصل كانوا يرغبون في التخلص منه بأية طريقة. . . ولكن لم يكن قد ظهر بعد من يقود هذه الحركة فوافق الموجودون على رأيي ولكنا لم نقدر على تنفيذه)

(يتبع)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>