الإلهي هي النفوس وعلى ذلك فالعالم والإله شيء واحد. ويقسم هذا المذهب الطبيعة إلى قسمين:
١ - الطبيعة الطابعة
٢ - الطبيعة المطبوعة
فالطبيعة الطابعة هي مجموع العلل الثابتة الدائمة الموجودة في جوهر الإله؛ والمطبوعة هي مجموع الأعراض المتغيرة المتبدلة التي لا تستقر على حال. فبحسب هذه النظرية يكون الإنسان مركباً من مجموع نوعين من الأحوال الإلهية؛ وهما الفكر والجسد ولا يمكن أن يعتبر جوهراً؛ وعلى ذلك فلا يوجد عقل ولا إرادة بل إرادات، فجموع الأحوال النفسية يوازيها مجموع الأحوال الجسدية، فهي تشبه نظرية الموازاة فهذه النظرية لا تقبل تأثير النفس في الجسد ولا العكس بل تقول إن بينهما موازاة فقط؛ وهي تنكر الحرية؛ واعتراضنا عليها هو نفس الاعتراض على النظرية المادية السابق
أما (ليبنيز فيقول إن مذهب الحلول هو مذهب فاسد لا يستند إلى مبدأ ديكارت. ويجب أن تكون هذه المبادئ نفسها فاسدة لأنه لا يمكن أن ينتج الفاسد من الصحيح، فهو إذن ينتقد مبدأ ديكارت. وقد وضع نظريةً تدعى (نظرية الموناد التي لا تقبل أن الجوهر هو امتدادٌ بل هو في القوة. فالروح والجسد من طبيعة واحدة؛ وبما أن النفس مركبة من موناد واحد فالانعكاسات التي تنعكس فيها تظهر جلية، بعكس الجسد المركب من مجموع الموناد. فالانعكاسات فيه مختلطة وكل موناد ينعكس على الآخر، فموناد النفس ينعكس على الجسد؛ وموناد الجسد ينعكس في موناد النفس؛ على أن ليبنيز لا يستطيع أن يقبل كيف يؤثر جسم في جسم فيقول: (أخذت أتأمل في مسألة اتحاد الروح بالجسد، فلم أجد واسطة تدخل بعض أشياء في النفس، وبالعكس لم أدرك أن جوهراً يؤثر في جوهر؛ فلا أستطيع قبول تأثير الجواهر بل أقول: لا يؤثر إلا الإله) ومن هنا نشأت نظريته المسماة (نظرية التناسق التي يقول فيها: إن كل موناد هو عبارة عن عالم صغير يعكس كل العوالم الأخرى ولكن بإرادة الإله وحده. ويقول أيضاً: إن الإله خلق النفس أو أي وحدة أخرى حقيقية؛ بصورة أن كل شكل يتولد داخلها بعضويته بالنسبة إليها: وبصورة متوافقة تماماً مع الأشياء الخارجية؛ وهذا التوافق مراد منه - أي من قبل الإله - ولعمري إن نظريات ليبنيز لهي