للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حركة القطار. . . فلو عرفنا أحوال (لوتر الفيزيولوجية فهل نستطيع أن نكتشف الأسباب التي دفعته للقيام على البابا؟ الجواب على هذا السؤال بحسب هذه النظرية التي ليست إلا نظرية الشعور الملحق هو بلا شك (كلمة نعم!). أما القول في مناقشة هذه النظرية فيتلخص في أربع فقرات:

١ - نستطيع أن نقول عن هذه النظرية إنها لا تزال في عالم الخيال؛ فقد أخطأت باعتبارها أن الشروط الضرورية في الفكر هي المادة.

٢ - إذا أنعمنا النظر في هذه النظرية وجدناها لا توضح الشعور بل تعتبره حادثة زائدة لا أثر لها في الحوادث النفسية؛ على أننا لا ننكر اتصال الجسد بالروح؛ ولكن هؤلاء الماديين تجاوزوا هذه الحدود، فهم يعتبرون الأمور النفسية ناشئة عن الجسد بينما نجد بينهما موازاة فقط؛ ويقررون أن الشعور ناشئ عن الحركة، مع أن بينهما فرجة في الحقيقة. ولو سَلَّمنا أن الشعور حادثة عرضية فكيف يمكن إيضاح ارتقائه على مَرِّ العصور وتكامله تكاملاً تدريجياً؟ ألم يقرر الفيزيولوجيون أن العضو الذي لا فائدة منه يزول في التطور؟ فكيف بنا ونحن نراه يرتقي ويتكامل عوضاً عن أن يضمحل ويتلاشى! إذن لابد أن يكون حادثة من حوادث النفس لا. . . بل هو ذلك الحَدْسُ النفسي الذي نطلع به على حوادثنا النفسية

٣ - إنهم ينكرون تأثير الحوادث الروحية (النفسية) ولا ينكرون العكس مع أننا نعلم أن للفكر والعاطفة وغيرهما من الحياة الانفعالية تأثيراً بيناً في الجسد. وقد وضع الفيلسوف (ويليام جمس نظرية يدعم بها رأي القائلين بتأثير النفس في الجسد فقال: (لا يمكن أن نقبل أن الجسد يؤثر في النفس ونترك تأثير النفس في الأخير) لأننا نرى أن الشخص عندما يبكي لا يكون بكاؤه فجأة بل لابد من أن يحزن أولاً ثم يبكي؛ إذن لا يمكن للمرء إهمال الفكرة. وكثيراً ما استغرق الإنسان في فكر من الأفكار، فأنساه استغراقه هذا ألماً من آلامه المادية. فالرغائب والأهواء تلعب دوراً هاماً في الجسد وتسبب حركته، وهذا كله كاف لدحض حجة الماديين التي يمكن أن تعتبر حجة بتراء

٤ - إننا نرى أن الحاضر مثقل بالماضي، وهو يهيأ للمستقبل فتتجمع آثار الماضي في الحاضر. إذن فالحاضر والماضي متصلان؛ واتصالهما هذا يؤول إلى القول بأن كل حالة من أحوال النفس تحوي كل حالات النفس؛ فالكل موجود في الجزء والجزء موجود في

<<  <  ج:
ص:  >  >>