يقرر: أن الحياة النفسية فوق الحياة الجسدية، ويعتبر الروح مبدءاً معنوياً يدير الجسد.
وإما عن طريق آراء الفلاسفة والبحاثين التي يمكن تقسيمها مبدئياً إلى قسمين
١ - نظرية الماديين
٢ - نظرية الروحيين
أما الماديون فيقولون:(لا يجوز أن نقبل أن الروح والجسد مختلفان بطبيعتهما، أي لا يمكننا القول بأنهما عنصران بل عنصر واحد) فهي إذن نظرية توحيد لا نظرية تثنية وهي تجعل النفس خاضعة للعناصر المادية التي في الجسد. وهم يستندون على طائفة من الأدلة التي يمكن أن تعتبر فيزيولوجية وهي:
١ - إن ما توصل إليه الفلاسفة من تعيين مناطق الكلمات والرؤية والنطق في الدماغ يثبت لنا أن كثيراً من الأمراض العصبية تولد بذاتها اختلافات نفسية واختلافات فكرية.
٢ - إن الدورة الدموية في الدماغ تزداد أثناء التفكير. وقد ذكر الدكتور جميل صليبا أن العالم الإيطالي (موسو) شاهد أدمغة أشخاص أصيبوا بمرض في الجمجمة فرأى من وراء القحف أن العمل الذهني والاضطراب النفسي والأحلام كل ذلك يبعث على ازدياد ضغط الدم في الدماغ؛ حتى لقد فكر في إثبات ذلك بتجربة محسوسة فصنع ميزناً كبيراً على صورة منضدة يمكن أن ينام عليها الشخص؛ فكلما أجهد الشخص النائم فكره رجحت جهة الرأس من الميزان لانصباب الدم عليها. فيستنتج من ذلك أن الحياة الجسدية هي المؤثر الأول على الحياة النفسية
٣ - نرى في علم التشريح أن ارتقاء الجملة العصبية متناسب مع ارتقاء الحوادث النفسية. فكلما تكاملت الجملة العصبية تكاملت الحوادث النفسية؛ فالأفاعيل الفيزيولوجية إذن ترافق الأفاعيل النفسية
٤ - إن التأثير الحاصل من الجسد في النفس كتأثير الصحة والمرض والكبر في النفس نبرهن على اتحاد الجسد والنفس في الماهية
٥ - لقد بَيَّنتْ مباحث علماء (البسيكوفيزيولوجيا) - بالرغم من كونها ابتدائية أولية - أن هناك قوانين تربط الحوادث النفسية بالحوادث المادية، فيقول (فيخنر): إن النفس من محصول الجسد، ولكن الشعور في هذه النظرية ليس إلا عرضاً زائلاً كالنور وتأثيره في