(معشر الموحدين، إذا كنتم تتحققون أن مولاكم لا تخلوا الدار منه وقد عدمته أبصاركم. . . وإذا فسدت المعدة ضرت البصر؛ فهكذا إذا كانت المادة واصلة إلى النفوس الصحيحة، فينظروا صورة الناسوت نظراً صحيحاً، وإذا كانت المادة من فعل الأبالسة ومادة النطقاء والأنس وشرائعهم فيفسد النظر وما ينظر إلا بشر)
(واعلموا معاشر الموحدين لمولانا الحاكم المعبود سبحانه وتنزه عن الحد والمحدود أن قائم زمانكم يطالبكم، وقد شهدتم في مواثيقكم بعضكم على بعض بما شرطتموه على نفوسكم. . .)
ثم يشير إلى أن كثيراً من الموحدين ارتدوا عما كانوا أقروا به وهو الاعتراف بألوهيته، ويحذرهم من سلوك هذا الطريق؛ ويشير إلى (الدجال) ويقول إنه قتل الكثيرين بسبب عبادة الحاكم؛ وأن المولى غني عن عبادتهم، وإنما هي أعمالهم ترد عليهم.
ثم يقول:(ألم تعلموا أن مولاكم يراكم من حيث لا ترونه. . معشر الأخوان أحسنوا ظنكم بمولاكم يكشف لكم عن أبصاركم ما قد غطاها من سوء ظنكم)
ويلوح لنا أن هذا (الدجال) المشار إليه في هذه الرسالة إنما هو عبد الرحيم بن الياس ولي العهد، ووالي الشام؛ فقد اشتد في مطاردة الدعاة، حينما ظهرت دعوتهم بالشام، وفتك بكثير من أتباعهم وأنصارهم، وهو ما تشير إليه الرسالة.