للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عدو هذا الظبي، كان جزاءه القتل. وقد أراد ملك أرجوس أن يعجز هرقل هذه المرة، فأمره باقتفاء ظبي سيرينيا: (. . . فإن لم تعد إلينا به، فأنت أعلم بما ينتظرك من الموت الزؤام. . . .)

ولم يستطع هرقل أن يمسك الظبي، لأنه كان يعدو كزوبعة، فما تكاد حوافره تلمس الأرض إلا كما تلمس السماء كف سكران، فلجأ إلى الحيلة؛ واحتفر في طريق الحيوان حفرة عميقة غطّاها بوشائج رقيقة من الثلج، وطارد الظبي حتى ألجأه إلى الحفرة، ووقع فيها، فنزل إليه واحتمله، ومضى به إلى الملك الغاشم

٤ - خنزير أرمنثيا

ثم أمره بقتل خنزير بري مخرب، كان يأوي إلى غابات أرمنثيا، ويقطع الطريق على القبائل الرحل، ويقتل كل من تحدثه نفسه بمحاربته أو الوقوف معه في ميدان. وكان ذلك الخنزير لا يبالي شيئاً في الأرض أو في السماء، وكانت بينه وبين قبائل السنتور مودّة في الشر، وتحالف على إيذاء الناس. فلما اشتبك هرقل وإياه في نزال تشيب من هوله الولدان، وشعر الخنزير إنه مقضي عليه لا محال، خار خواراً عالياً يستنجد حلفاؤه السنتور، ولكنهم لم يصلوا إلى مكان المعركة إلا بعد أن أجهز هرقل على خنزيرهم العزيز، فنشب قتال مروع بينهما، وأخذ هرقل البطل يسدد سهامه التي كان قد غمسها في دم هيدرا، إلى صدور أعدائه حتى كادوا يبيدون جميعاً. وأقبل شيرون - وهو كما علمنا مؤدّب هرقل وأستاذه - ليحسم النزاع بين قبيله وبين تلميذه، ولكن وا أسفاه! لقد أصماه هرقل بسهم مسموم فأراده وهو لا يعرفه! فلما أدرك إنه أستاذه، أقبل عليه، وعنى به، وجمع من الأعشاب الطبية ما حسب إنه ينقذ أستاذه من براثن الموت، ولكن بلا جدوى! ومات شيرون، وأهوى عليه هرقل يقبله، وفي عينيه دموع المحبة والاعزاز

وتعاون هرقل ومن بقي من السنتور فدفنوا القتلى، ثم أقاموا قبراً مشيّداً دفنوا في ثراه شيرون، ومضى كل لطّيته. .

٥ - زرائب أوجياس ملك اليس

كان ملك أوجياس، ملك إليس، يقتني عدداً عظيماً من الماشية والخيل والغنم، تزدحم في

<<  <  ج:
ص:  >  >>