الوثبات الاجتماعية والسياسية للشعوب ونغفل ما كل الملوك، وهدايا الأفراد، وتحف الخلفاء، نريد أن تبتعد عن الشكلية الضيقة في تدريس الجغرافية التقليدية، فلا نقف بها عند الحاصلات والمناخ والتضاريس، بل ننتهز ما يجد من الأحداث الخارجة، فنكشف عن أسبابها ثم نتطرق إلى الدولة التي كانت مسرحا لهذه الحوادث، فنتحدث عن مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وفي ذلك من التشويق ما يبعث الرغبة ويولد الاهتمام، ولن يقف المنهج الرسمي عقبة معترضة، إذ لا يتعذر على الوزارة إيجاد منهج مرن يدرس الدول الهامة ذوات السيطرة والتأثير في شتى البقاع.
إن المعلم يستقبل مع تلميذه عهداً نظيفاً طاهراً، ترفرف عليه ألوية الحرية والعدالة والمساواة، فعليه أن يبذل جهده الجهيد في إنارة الأذهان، وتقويم النفوس، والتشبع بمبادئ الأخلاق، وبذلك يخلع عن وطنه نير العبودية والهون، ويحقق رسالة مصر الخالدة في موكب الحضارة والعمران.