للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في عرف الشعب الفرنسي الذي (يشمئز) مما تكتبه الصحف المصرية!! إذن فاشمئزوا حتى تنفلقوا. .

وذلك التكذيب نفسه رقاعة. . فماضيهم يؤيد الأنباء، وليس ما يفعلونه الآن جديدا ولا غريبا منهم في شمال إفريقية، وليس هذا الصدى في مصر إلا جراحا قديمة تنكأ. ولو كانت هذه الأخبار كاذبة كما يدعون ما قطعوا أسلاك البرق بين مراكش والخارج وضربوا الستار الحديدي الدائم هناك لمنع وسائل الثقافة المصرية والعربية على العموم من النفوذ إلى أهل المغرب الواقعين تحت النفوذ الفرنسي. على أنني لا أدري لماذا نصدق الفرنسيين ونكذب المراكشيين؟

ومن الرقاعات ما قاله المقيم الفرنسي في مراكش: (أن الثورة ليست في مراكش ولكنها القاهرة، وسيدفع المصريون ثمنها!) وهو تهديد رخيص أشبه بتهديد (مربع) الذي يبشر بطول السلامة، وهو لهذا يدعو إلى الابتسام، وإن كانت فيه وقاحة تدعو إلى الاشمئزاز الحقيقي

على أن رقاعة الرقاعات هي في موقف الصحافة الفرنسية من الصحف المصرية. . . تنكر الأولى على الثانية إنها اشتدت في التعليق على أنباء مراكش وتتحدث عن شرف المهنة! ثم تأخذ في الحملة على الصحافة المصرية. . ولست أدري أي الصحافتين أولى بأن يستنكر صنيعها وأيها حاد عن شرف المهنة. . أهي الصحافة التي تنتصر للمظلومين أم التي تدافع عن الظلم؟ والصحافة الفرنسية تتحدث عن علاقات المودة التي تزعم أن الصحف المصرية أخلت بها. . فهل كان من علاقات المودة والصداقة ما كتبته عن مصر وخرجت فيه عن الذوق والحياء؟ وما زلنا نذكر أن حكومة فرنسا عندما سئلت في ذلك أجابت بأن الصحافة حرة؛ وهي الآن تطلب إلى الحكومة المصرية أن تسكت صحف مصر!

والرقاعة الأخيرة - ولسنا ندري ما بعدها - ما تواتر على ألسنة الهيئات الفرنسية المختلفة المحتجة على مصر وحكومتها وبرلمانها وصحفها لموقفها من المسألة المراكشية، من تساؤلهم: لم يتدخل المصريون في هذه الأمور التي تخص الفرنسيين والمراكشيين؟ وقولهم: إن ذلك لا يتفق مع الصداقة التقليدية بين مصر وفرنسا! ووجه الترقع هنا أنهم يعلمون

<<  <  ج:
ص:  >  >>