للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كيف نعرف الخير الأسمى أو مثال الكمال الذي نتوصل إليه إليه بأتباع اللذة؟ يفرق ديكارت بين المثال الغامض والعام عند الكال الإنساني. وهذا ما يجب على كل فرد أن يفترضه. أي يفترض المثال الذي يوافق طبيعته، وفضلا عن هذا فإن الخير المتعلق بالفرد وحده خير الكل وإنما هو الخير المتعلق بالفرد وحده.

ولما كان من الضروري أن نفرق بين الخيرات الخارجية وبين الخيرات التي تتعلق بنا، فان كل الأشياء لمتساوية عند الغير. والخيرات الخارجية تضيف شيئا إلى الكمال والسعادة الدائمة. ولما كانت الخيرات الخارجية لا تدخل تحت نطاقنا فقد وجب أن نركز رغائبنا في الخيرات الخاصة بنا. والذي يخص المرء أولا وبالذات هو إرادته. والكمال الذي يجب أن نبحث عنه هو كمال الإرادة على نحو ما ينتهي الخير الأسمى إلى الفضيلة فيتحد معها.

وإذ ننزع بالإرادة نحو الكال نكون قد فعلنا كل ما نستطيع فعلة لمعالجة الخير الأسمى الذي قد حصلنا عليه فعلا حينما أدركنا معه كل ما يتفق مع طبيعتنا أي حينما نكون قد استحوزنا على الخير الأسمى الحقيقي وحده من الخير الذي هو ملك لنا.

أما الفضيلة فهي مجهود الإرادة. وهي ليست استعدادا طبيعيا، ولا وظيفة من وظائف الذهن ويهتم ديكارت بالنية فهو يخرجها حتى تقرب أحيانا من الشخصية الأخلاقية، فالنية الحسنة الأساسية هي نية معرفة الخير. وثمة فضيلة هي أن يتفق الشخص والموضوع.

والعقل عند ديكارت هو النفس المنفعلة، والنفس مرآة عليها تظهر الأفكار والحقائق من أشعة النور الإلهي. وعنده أن الانفعال غير مستقل عن العمل لا في النفس ولا في العالم الجسماني، ولا يمكن أن يفهم أحدهما بدون الآخر، فأنهما اسمان مختلفان لحقيقة واحدة ينظر إليها من وجهين. والعقل ليس وحده كل النفس، ولكنه مزدوج بالإرادة، وديكارت يستخرج الحقيقة واليقين من العقل والإرادة معا.

وديكارت لا يقيم للحرية الاعتباطية وزنا لأنها لا توجد، وإن وجدت فإنها أحط درجة للحرية على أن للحرية تعريفا وردفي (الرسائل السادسة) وهو (أنها ملكة وضعية للجنوح إلى أمر، وأجتناب آخر، أي اتباعة وتفادية، وبعبارة أخرى العزم على أمر او رفضه. وإذن فالحرية هي ملكة الاختيار بمعنى أننا إما أن نقبل الشيء او نرفض ولما كانت الارادة والحرية شيئا واحدا فإنهما يعتمدان على الافكار (فنحن لا نريد شيئا لا نعلم عنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>