للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بطر بل جُنْ، فهو من باذخ مدنيته يقذف بنفسه إلى وادي الهلاك - المدنية تنتحر -

إن ما تراه يا سيدي مستحيلاً يجب أن يكون واقعاً. وإذا بقينا نتخيل الواجبات إلى أمامنا مستحيلات واليهود يتصورونها ممكنات فلا ريب أننا فاقدون استقلالنا وديننا وأخيراً حياتنا.

وأَخيراً أقول لك إذا لم تعمل الأمم العربية كلها لهذه الغاية وتنشئ هذا البرلمان وتسلمه كل السلطة الحربية وتزيل من أمامه كل الصعوبات الداخلية والأجنبية فلا حياة لها. فلتؤبن نفسها منذ اليوم وتبكي حظها.

لو ذكرت لي من أسباب استحالة هذا المشروع الخيانات العربية التي شهدناها في هذه الأيام وما نكبت به الجامعة العربية من خيانات وأشباه خيانات لصدقتك وقلت هذا المشروع مستحيل. نعم بهذه الخيانات يستحيل هذا المشروع. ولكن هل فقد الوجدان العربي قوة التقدير لإمكانيات المستقبل؟ هذا ما يحيرني. . . والسلام عليك.

٢ش البورصة الجديدة القاهرة

نقولا الحداد

ابنة الله وعين الله:

في البريد الأدبي للعدد ٨٤٣ من (الرسالة) كلمة من الأستاذ دسوقي ابراهيم حنفي يسألني فيها جلاء ما غمض عليه في العبارتين الواردتين في مقال لي في مناجاة الشمس وهما. (يا ابنة الله) و (يا عين الله).

إن للنجوى لغتها التي تختلف عن لغة الناس، وشررها الذي يتطاير من الوجد، وضبابها الذي هو سر قوتها وجمالها، وليس من السهل أن نهبط بها من سمائها إلى حيث نخضعها للمقاييس والموازين التي نعرفها ونضعها على مائدة التشريح نقطع ونحلل ما شاء التقطيع والتحليل، فنفقدها الكثير من قوتها ومعناها. إن لها رعشة لها صورها التي قد لا تجد لها إطاراً توحي بها أطياف وأطياف لا نعرف من أمرها إلا أنها مرت بنا وأملت ما شاء لها خيالها أن تملي. . .

كنت مأخوذاً بالشمس وسلطانها يوم ناجيتها، وأصبت بدوار الإعجاب، وتهافتت عليَّ

<<  <  ج:
ص:  >  >>