قال في الأغاني عن الوليد بن عقبة هذا أنه أخو عثمان بن عفان (رض) لأمه وكن من (فتيان قريش) وشعرائهم وشجعانهم وأجوادهم، وكان فاسقاً ولى لعثمان (رض) الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص فشرب الخمر وشهد عليه فحده وعزله وفي الأغاني أن الخطيئة قال يمدح الوليد هذا بعد أن وصله وكان جواداً:
أرى لابن أروى خلتين اصطفاهما ... قتال إذا يلقى العدو نائله
يؤم العدو حيث كان بجحفل ... يصم السميع جرسه وصواهله
إذا حان منه منزل الليل أوقدت ... لأخراه في أعلى البقاع أوائله
(الشيزى خشب أسود تعمل منه القصاع أي أواني الطعام وبطلق على ما صنع من ذلك، والرديني الرمح نسبة إلى ردينه وهي امرأة رجل اسمه سمهر كان يبيع الرماح بالخط (موضع) فإذا غاب باعت ردينه مكانه وكانا يثقفان الرماح أي يقومانها ويسويانها فالردينه منسوبة إلى ردينه والسمهرية إلى سمهر، والخطية إلى موضعها، وعامل الرمح هو صدره، وقال في المنجد الخطى الرمح المنسوب إلى الخط وهو مرفأ بالبحرين حيث تباع الرماح؛ واليفاع كسحاب التل).
وروى ابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار في ممالك الأمصار عن الشابشتي أن الحجاج غضب على هند بنت النعمان لكلام خشن وجهته إليه، فأمر بإخراجها من ديرها القريب من الكوفة فأخرجت ومعها ثلاث جوار من أهلها، فقالت إحداهن:
خارجات يسقن من دار هند ... معلنات بذلة وهوان
ليت شعري؟ أأول الحشر هذا ... أم محا الدهر غيرة (الفتيان)
فشد فتى من أهل الكوفة على فرسه فاستنقذهن من رسل الحجاج وتغيب فبلغ الحجاج شعرها وفعل الفتى فقال إن أتانا فهو آمن، وإن ظفرنا به قتلناه فاتاه، فقال له ما حملك على ما نعت؟ قال الغيرة فوصله وخلاه وفي كتاب الحماسة للبحتري قال عمرو بن مالك البجلي:
إذا شئت أن لا يبرح الود دائماً ... كأفضل ما كانت تكون أوائله