وهكذا يصبح الرجل بين عشية وضحاها إنساناً آخر. فبالأمس كان أمعة لا رأي له وقد يتصرف فيه أحد مرءوسيه، وهو وضيع النشأة والمنى، واليوم صار أبي النفس يشبه بموسى مرة وبمحمد مرة أخرى.
حدثوا أن الخوارج لما جاءهم موت المصعب. سألوا عسكر المهلب وكانوا لا يعلمون. عن عبد الملك بن مروان فقالوا ضال مضل. ثم سألوهم في اليوم الثاني. بعد أن علموا باستقرار الأمر لعبد الملك فقالوا: أما هدى. فقالوا لهم: يا عبيد الدنيا بالأمس ضال مضل واليوم أمام هدى!
وبعد. أليس هذا الشاعر خليفة المتنبي في هذا فحسب. ولكن المتنبي لم يكن عالماً من علماء الأزهر. ولم يكن يدرس التفسير والحديث والأخلاق في كلية عالية.