فإن قيام دولة صهيونية تتاخمها فيه القضاء عليها من كل وجهة، وقد اكتشفنا بعد التوغل في فلسطين أننا كنا نعيش على فوهة بركان، لأن استعداد الصهيونيين بمصر، وضبط العدد الهائل من الجهازات اللاسلكية والمدافع والبنادق والخرط الدقيقة وقوائم الاكتتابات، مما يدعو للأسف والدهشة ويضعف حجتي في إقناع الكثيرين بوجوب التفرقة بين اليهود والصهيونيين. دخلت مصر الحرب - كما قال صديقنا فوزي بك في مجلس الأمن - لأن النار اشتعلت في دار جارنا، فوجب علينا أن نطفئها. وكان من حقه أن يقول بأن النار اشتعلت في بيتنا، لأننا والجار نسكن بيتاً واحداً. دخلناها تضامناً مع البلاد العربية الشقيقة المحبوبة، التي عاهدناها على أن نكون يداً واحدة، إذا هددنا خطر وقفنا ندافع عن حياتنا ونذب عن كياننا، والعالم بأسره يتطلع إلينا، فلا يحسبنا بعد الآن كمية مهملة ولقي لا يساوي قلامة!!
العالم يطل على مصر
يتحدث الأستاذ محمد رفعت بك في الإذاعة عن شئون عالمية تتصل بمصر، وكان يسمى سلسلة أحاديثه (مصر تطل على العالم) فلما شغلت مصر بال العالم منذ دخت جيوشها فلسطين للقضاء على الصهيونية، أطلق على تلك الأحاديث (العالم يطل على مصر) وفي هذا الأسبوع تحدث عن المسألة الفلسطينية فتناول عدة نقط هامة، منها أن الغرب لما هاله انتصار الشرق، أراد أن يقاومه بالدبلوماسية، فلجأ إلى مسألة الهدنة، وهو ليس مخلصاً في ذلك وإنما يريد أن يحمي الصهيونية من بطش العرب، في الوقت الذي يغض فيه عن أعمال الهولنديين بأندونسيا، وهو ينتصر للعصابات الإرهابية في فلسطين في الوقت الذي يساعد فيه على العصابات الشيوعية في اليونان. وقال الأستاذ: إن ما كان مجلس الأمن قرره من وقف القتال بأندونسيا لم يحسم الموقف هناك بل صارت الحال أسوأ مما كانت لاستمرار حرب العصابات، مما يدل على أن القتال لا ينتهي بوقف الحرب بين الجيوش النظامية مادامت أسبابها قائمة.
ومن النقط التي تناولها رفعت بك، أن العرب حينما يستجيبون لطلب الهدنة إنما يستجيبون لنداء الإنسانية والشرف الدولي؛ ولا يفيدهم وقف القتال ما دامت شروط الهدنة تنص على احتفاظهم بمراكزهم، لأنهم قابضون على معظم المراكز الهامة في فلسطين وخاصة أنهم