للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تتوافر فيها العناصر الفنية، وهي وإن كان يجب تقديم بعضها ولاسيما العالي منها، إلا أنه لابد من رعاية الجانب المحلي في التأليف بتقديم روايات مصرية. ولكن الواقع أن المسرح لا يجد ما يصلح من هذا النوع إلا قليلاً؛ لأن كبار الأدباء عازفون عن التأليف للمسرح، إما ترفعاً عنه، أو لعدم الميل إليه، أو لقلة ما يتوقع من كسبه بالنسبة إلى ما يكسبونه من تأليف الكتب. وقد جربت طريقة المسابقات فلم تؤد إلى نتيجة طيبة؛ لأن الكبار يأنفون الدخول فيها، وما قدم لم يلف صالحاً؛ حتى إنه في إحدى المسابقات رأت اللجنة عدم استحقاق أي رواية مما قدم إليها لأي جائزة، وفي المسابقة الأخيرة أعلنت اللجنة أنها ستمنح الجوائز للأحسن، ومنحت فعلاً الجوائز لخير ما قدم وإن كان لا يصلح للتمثيل. فرأت اللجنة علاجاً لهذه الحال أن تطلب زيادة المبلغ المخصص لتشجيع التمثيل، حتى تستطيع أن تغري كبار المؤلفين بأجور ترضيهم. ولكن وزارة المالية لم توافق على هذه الزيادة. وهنا ذكر المحاضر رأياً للدكتور هيكل باشا أفضى إليه به، وكان يحدثه في هذا الموضوع، وهو أن تذكر اللجنة في طلبها أسماء المؤلفين الذين ستطلب منهم تأليف روايات لمواجهة النقص البادي في التأليف المسرحي، وتحدد العمل والأجر، فإذا تم ذلك فستوافق المالية.

ومن أهم ما ذكره المحاضر أيضاً: مسألة (الاعتمادات) المخصصة لتشجيع التمثيل، قال: إن الجهود الفردية في المسرح لا تستطيع أن تستمر وحدها من حيث المال. لأن المسرح ليس له جمهور يكفيه من هذه الناحية فلابد من إعانة الحكومة وهناك عدة نواح تتطلب هذه الإعانة لتشجيع التأليف وتكبير الفرق المصرية منافسة يستفيد منها الفن. ولكن المبلغ المخصص لذلك هو ثلاثة عشر ألف جنيه، لا يكفي، وقد فكرنا في تحويل بعض الإعانة التي تبذلها الحكومة للفرق الأجنبية ومقدارها أربعة عشر ألف جنيه إلى التمثيل المحلي، وذلك بالاكتفاء ببعض هذه الفرق، مع ما في ذلك من إفساح المجال للفرق المصرية على مسرح الأوبرا.

وقد عقب الأستاذ يوسف وهبي بك، بأن المحاضر لم يتناول في محاضرته مسألة إيجاد المسارح اللازمة للعمل، والواقع أن القاهرة ليس فيها مسرح يصلح للتمثيل غير مسرح الأوبرا الذي تحتله الفرق الأجنبية جزءاً كبيراً من العام. أما مسرح الأزبكية الذي تمثل في الفرقة المصرية عندما تضطرها إليه الفرق الأجنبية فهو غير صالح من الوجهة الفنية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>