أن تخمد تلك الشرارة الإلهية التي تودعها العناية قلب كل بشري. . .
واعجبا لذلك الفتى الذي كتب هذه الرواية! هل استوحاها خياله أم كتب سيرة حياتها هي بعد أن استوحى الغيب وعرف ما يضمره لها الزمن في مستقبل أيامها. . . لقد ضمنها كل ما وقع لها، وعبر فهيا عن كل أشجانها وآلامها. وأمالها: لقد زلت (سميرة) كما زلت (نبيلة) بطلة الرواية وتشردت مثلها. . . وأصبحت ممثلة. . . ولكن السماء لم ترسل لها بعد ذلك الشاب الذي سينشلها من العذاب الذي تعيش فيه ويخلصها من الشرور والآثام التي عليها أن تقترفها كل ليلة لتعيش.
لقد قامت سميرة بدور (نبيلة) ومثلتها وقت سقوطها ومحنتها فعبرت عن مشاعرها وآلامها، ومثلتها السعادة فعبرت عن أمالها وأحلامها فهل تتحقق الأحلام كما تحققت الآلام؟
ياله من حلم ذهبي لم يتحقق إلا خيالا، لقد عاشت مع رجل أحلامها على خشبة المسرح ساعات وسمعته يصرخ في أهله عندما كانوا يحاولون ثنيه عن عزمه (نعم. . . لقد عاشت في تلك البيئة سنوات، ولكن ما ذنبها؟ لقد وقعت في الشرك مرة وقبض عليها صياد قاسي القلب وأبقاها في الأسر سنين فهل يمكن للسنين أن تنسيها حريتها؟ والآن وقد تحطمت أسلاك القفص الذي احتواها طويلا. . . فهي تتطلع نحو السماء في لهفة وفرح. . . ثم تنشر جناحاها وتتجه مسرعة نحو الحرية والنور. . .) ويطول الجدل معه فيضيق بهم ويصرخ فيهم. . . (لقد قلت لكم إني أحبها وهي أيضاً تحبني ولن أتخلى عنها. . . إن الحب معجزة أيها الناس يجعل المستحيل ممكناً. لا، لا، لست مخدوعا بل أنا موقن أنها عذراء القلب نقية الروح).
يا إلهي. . . أيها الغفور الرحيم، هل سترحمها وترسل لها رجلا مثله تراه بعينيها على مسرح الحياة؟ أم تطوي العمر وهي تنتظر؟
وقضت سميرة في فراشها أياماً طويلة كانت نفسها خلالها مسرحا لمختلف العواطف والانفعالات والأزمات. كانت تسترسل في البكاء ساعات طويلة حتى تقترح جفونها وتنام وتستيقظ والدموع على صفحة خديها.