قريبة الشبه من هذه القصة، وهي أن إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك حينما كان مختفياً من العباسيين أول قيام دولتهم، وضيق عليه العباسيون الخناق، خرج هارباً إلى الكوفة، ولكنه لم يكن يعرف بها أحداً، فوجد داراً رحبة منيفة فلجأ إليها، وطلب من صاحبها حمايته، فأجابه إلى طلبه، وهيأ له من داره مكاناً جميلا، وأغدق عليه من نعمه، وأحاطه بكل ألوان العطف، وضروب الكرم، ولم يسأله من هو، ولا ممن يخاف، ولكن إبراهيم لاحظ عليه أنه يركب كل يوم ثم يعود غضبان أسفاً كأنه يطلب شيئاً فاته ولم يجده، فسأله في ذلك فقال له مضيفه: إن إبراهيم ابن سليمان بن عبد الملك قتل أبي وقد بلغني أنه مختف من السفاح وأنا أطلبه لعلي أجده، حينئذ صعق إبراهيم وأيقن من الهلاك، ولكنه تشجع وعرف الرجل بنفسه فلم يصدقه بادئ ذي بدء ولكنه أكد له الخبر فقال له الرجل: أما أبي فسيلقاك غداً فيحاكمك عندما لا تخفى عليه خافية وأما أنا فلست مخفراً ذمتي ولا مضيعاً نزيلي ولكن اخرج عني فإني لا آمن نفسي عليك، وأراد أن يصله فأبى.
عصام الدين عبد الحميد الهنامي
حول المسرح الشعبي:
١ - المسرح الشعبي بحالته الراهنة مستكمل من كل الوجوه فالممثلون مختارون من طبقة ممتازة. . . والمعدات والإضاءة لا بأس بهما بوجه عام. . . وقد حصرت عدد الممثلين والممثلات فإذا به يربو على العشرين وشاهدت ملابس منوعة الأشكال والهندام تناسب المقام الذي يمثل فيه الممثلون. . . وتكييف الأضواء وخشبات المسرح تعد بإتقان عظيم يلفت النظر، غير أني أظن أن الغرض الأهم من المسرح الشعبي قد ضاع بين كل ذلك. . . وإلا فأية فائدة تعود على المتفرجين من روايات مقتضبة وفواصل غنائية قصيرة تمر في وقت لا يساوي ربع الوقت الذي يمر في إعداد المسرح وتجريب الأضواء وارتداء الملابس وكثرة حركات الممثلين هنا وهناك. . . إننا كنا نتأفف من طول الانتظار في فترات الراحة. . . حتى ظننا أننا لن ننتهي من البرنامج الموضوع إلا في الصباح.
٢ - ابتدأت الحفلة في الساعة السابعة مساء وعُرض على الشاشة دوران غنائيان من روايتين معروفتين. . . ثم عرضت ثلاث روايات تمثيلية قصيرة هي (بلال وخضرة أو