حتى أكون أهلا (لتيد) فلقد كان يحارب الوحدة وحرارة جو الحمي، لا يجد حتى فتاة تواسيه أو شرابا ينعشه، لقد كان (تيد) قويا، وكان الرجل الذي لا يحب غير امرأة واحدة - وكنت أنا هي تلك المرأة!
كان الله في عوني! فلم أكن أرغب في إنسان غير (تيد) ولكن لم يكن لي مثل قوته. وكان (روني كولبرن)، الذي قابلته في أثناء السنة الأخيرة من افتراقنا - إذ لم يبق غير اثني عشر شهرا يعود (تيد) في نهايتها إلى الوطن - كان روني هذا شديد الإصرار والإلحاح. وكان طروبا جذابا في أسلوب شيطاني. وقد صمم على أن أكون له. ولعل جريان دمي كان يزداد سرعة كلما دنا موعد رجوع (تيد) لذلك أصبحت لا أملك شعوري كلما لمسني (روني)، وحدث في ذات ليلة قضيناها في رقص وبهجة رائعين أن رجاني في توسل أن أسمح له (بقبلة واحدة) وإذ مال رأسي إلى الوراء شعرت بشفتيه تضغطان شفتي فكأنما كانت هذه القبلة طعاما قدم لجائع تقتله المسغبة.
ووقفنا هناك متعانقين في الشرفة وهو لا يفتأ يقول:
- ليس يضرنا إننا لم يعرف أحدنا الآخر إلا منذ شهر واحد. فهذا هو الحب ياعزيزتي (بام) وستتزوجين مني. . . في الحال.
وحاربت رغبته الملحة ثلاثة أسابيع كنت في أثنائها أتقي الاجتماع به ما استطعت، وقلت في نفسي إنني مجنونة حمقاء. ولكن غبية (تيد) قد طالت حتى إنني، ولو حننت إليه وعلى الرغم منكل ما كان بيننا، لا أتستطيع أن أذكر حتى ولا شكل وجهه. أما (روني) فكان قريبا مني، وكان شخصا حقيقيا أراه وألمسه وأشعر بوجوده وهل كان شيئا غير الحب ذلك الذي سرى في كياني سريان الكهرباء عندما ابتسم لي وأمسك بي؟
وانتصر (روني) آخر الأمر، وقضينا إحدى (العطلات) الأسبوعية مختفيين عن أعين الناس وتحت تأثير شعور لذ مبهج مخيف، أقسمت إيمانا لم أقصد إلى الوفاء بها، وكل ما كنت أعزي به نفسي فكرة يائسة سخيفة هي إنني إن كنت قد أخطأت فإنني أتستطيع أن أسترد حريتي بالطلاق. فكان كل ما حدث حلما جنونيا مرعبا، تدرج من دهشة الذين علموا بأمر زواجي، إلى قضاء شهر العسل في المسكن الذي استأجرناه خصيصا له، ثم بخروجنا أمام الناس متأبطين - فكان حلما خاطفا غير مكتوب له الدوام.