زوجها بالحماقة والطيش لتهورها؛ فأننا نستطيع أن نحصل على التركيب الآتي للمحتوى الباطن الذي جاء المحتوى الظاهر بديلا محرفاً له: -
لقد كان من (الحماقة) أني تسرعت هكذا بالزواج فها هي أليس تضرب لي المثل على أنه كان من استطاعتي أنا أيضاً أن أجد لي زوجا فيما بعد. (التسرع ممثل بتصرفها في شراء التذاكر وبتصرف أختها في شراء الحلي. أما الزواج فممثل بالذهاب إلى المسرح). هذه هي الفكرة الرئيسية. وقد نستطيع أن نتابع التحليل، ولكن في ثقة أقل لأن التحليل في مثل هذه الحالات يحتاج إلى أن يدعم برواية السيدة الحالمة نفسها، فنقول (ولقد كان في استطاعتي أن أعثر بنفس المبلغ على زوج أفضل مائة مرة)(١٥٠ فلورن تساوي مائة مرة الفلورن والنصف). فإن استعضنا عن المال الرديئة والحلي تمثل الزوج. ولقد كنا نود لو كان في استطاعتنا أن نرى صلة بين الثلاث تذاكر والزوج، ولكن معلوماتنا للآن لا تؤهلنا لمثل هذه المعرفة. والذي استطعنا أن نعرفه فقط هو أن الحلم يمثل إنقاصاً لقدر زوجها وأسفاً على زواجها المبكر.
أظن أننا سنكون أقرب إلى العجب والارتباك منا إلى الاقتناع بهذه النتيجة التي وصلنا إليها في محاولتنا الأولى لتفسير الأحلام. فهناك أفكار كثيرة تفرض نفسها علينا بالقوة قبل أن نكون على استعداد بعد لتلقيها. وعلى هذا أرى أن نشرع على الفور في البحث عن النقط التي قد نجد فيها مادة جديدة من المعرفة: -
أولا: نلاحظ أن أهم ما في المحتوى الباطن هو عنصر التسرع والعجلة، ولكن المحتوى الظاهر على العكس لا أثر فيه لهذه الصفة بالمرة، ولولا التحليل لما داخلنا الشك مطلقاً في أن هذه الصفة تلعب أي دور. وعلى هذا يبدو لنا أنه من الجائز أن النقطة الرئيسية التي تدور حولها الأفكار اللاشعورية قد لا يوجد لها أثر إطلاقاً في المحتوى الظاهر.
ثانياً: لاحظنا أن هناك ارتباطاً لا معنى له بين الأفكار في المحتوى الظاهر (ثلاثة تذاكر لشخصين) كما أننا لاحظنا أن المحتوى الباطن يحتوي على الفكرة (لقد كان من الحماقة أن أتزوج مبكراً) ألا نستطيع أن نستنتج من ذلك أن الفكرة (لقد كان من الحماقة) قد استعيض عنها في المحتوى الظاهر بإدخال عنصر تافه لا معنى له في الحلم؟
ثالثاً: نلاحظ أن العلاقة بين المحتوى الظاهر والمحتوى الباطن ليست من النوع البسيط