للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سياسية أكثر منها دينية. فلم يكن الفرق بين فلسفة الإلهيين يبرر استئصال شأفة أتون عقب وفاة إخناتون مباشرة

وقد بلغ الحقد بالكهنة حداً دفعهم إلى تدمير كل ما وصل إلى أيديهم فلم تنج منه سوى تراتيل قليلة لا ندرك منها بالضبط سر فلسفة أتون، ونظرها إلى الكون وتركيبه. ولكن الثابت أن سلطة الكهنة أكرهت الملك توت عنخ آمون الذي ولى العرش عقب إخناتون على تغيير اسمه من توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون كما لقبوا إخناتون (بمجرم اخيتاتون) وهي إحدى المدن التي جعلها مقراً لفلسفته الجديدة

ولا يستطيع باحث أن يجزم بأن الفلسفة اليونانية لم تتأثر بالفلسفة المصرية في عهد الفراعنة. بل الراجح انهم أخذوا عنهم الكثير من دياناتهم، ومبانيهم، وحضارتهم، وشتى نواحي الحياة، بما فيها فلسفة الكون وعناصر تركيبه

وقد نتساءل وما دخل الذرة بفلسفة اليونان أو قدماء المصريين؟ ولكن علومها بنيت على أساس فلسفي، ولم تبن على أساس كيمياوي أو طبيعي منبته المعمل. بل شيدت نظريات الذرة والكون على منطق دقيق أطلق فيه الفلاسفة العنان لخيالهم وتقديرهم

اليونان والذرة

ففي عام ٤٠٠ق. م. ظهر فيلسوف يوناني اسمه ديموقريطس قال إن العالم يتألف من فراغ لا نهائي ومن عدد لا نهائي من دقائق لا تدرك، وإن المادة تتألف من تجمع هذه الدقائق المعروفة باسم الذرات ومعناها باليونانية التي لا تتجزأ. وفسر خلفاؤه دعواه فقالوا انك لو تناولت قطعة من المعدن وقسمتها إلى جزأين متساويين ثم واليت التجزئة فانك ستصل في النهاية إلى جزء لا يمكن تقسيمه

وكان هذا التفسير هو بدء عهد الذرة كما يسميه التاريخ الواضح. وامتدت العقول أيضا إلى خواص الذرة وطبيعتها فقالوا إن السوائل تتألف من ذرات ناعمة سهلة الحركة، بينما الأجسام الصلبة تتألف من ذرات خشنة ذات خطاطيف تتشابك إحداها بالأخرى. ولكن علماء اليونان ومنهم أرسطو رفضوا الأخذ بهذه النظرية فانغمرت حينا من الزمن، وان بقي لها أتباعها ومؤيدوها

وفي عام ١٣٤٨ ظهر نيقولا انتروشيا وقال إن الظواهر الطبيعية يمكن أن تفسر على

<<  <  ج:
ص:  >  >>