أعتمدُ على ذي وجهين، وما عُرف قط بالمَين. لو كان رجلاً لكان ناصح الجيب. . . سبّح ربه مذ خُلق، إذا انطلق به فهو منطلق، ومتى بُعث في المآرب قضاها، والله بلطفه أمضاها. ثم يُحبس ولا ذنب له. سجن فهو طول الدهر مستريح، لا تلج عليه الشمس ولا الريح. لا يأكل ولا يشرب. . . له منزل ما دخله الهم. . . إذا غاب الحافظ عنه فله الختم، وليس ذلك من القضاء الحتم. . . خُص بالعمر الطويل، وتناسخه جيل بعد جيل، فظهر في الأكاليل، والأسورة والخلاخيل، والكأس الدائرة بشراب الكرم والنخيل. ما شاب ولا هرم، ولا درَم للكبر ولا درم. ملكه قوم فدفنوه، فتطاولت في الأرض سنوه، ثم ظهر ما نُسى اسمه، ولا تغير جسمه. . . به صفرة من غير الضرب، ظهر بها في الشرق والغرب. . . تلقاه معِلماً بالتوحيد، وليس بالعالم ولا البليد، ولكن الله أنطق بعظمته كل جماد. . . جلَّ من سخره لقضاء الحاج.
العمل
تروم رزقاُ بان سموَّك متكلا ... وأدينُ الناس من يسعى ويحترف
لا تقومنَّ في المساجد ترجو بها الزلف
معملاً بسط راحتيك إلى نائب يُلف
وُرُم الرزق في البلاد فإن رمتَه ازدلف
يعرى الفقير وبالدينار كسوته ... وفي صوانك ما إعداه خرف
أملك من شداد بن عاد ساعة تفتقر الأملاك رجل اشترى كرْا، وقصد منابت الشجر محتطباً، فرجع بالعَضد متكسباًن فأحل في المكسب وأطاب
لا يصيرنّ فقير تحت فاقته ... إن السباريت جابتها السياريت
من في اللجة يغبط السائر على المحجة، والمسافر يغبط المقيم، والغنيمةُ مع الظاعنين