سوق الغرب متخذة فن راويها كبساط الريح. فان جمال أوريا أخت قدموس قد استلب لب جوبتير الشبق الذي يلوب على جمال بنات الأرض فيهبط عليهن يغترفهن مثل نسر كاسر ينقض على عصفور. فيرى في حقول صور أوريا ترعى الثيران فيرسل إليها أحد بنية يختطفها إليه ليسبيها فيهب أخوها يبحث عنها في الأمصار حتى يصل إلى اليونان وتجرى له ثمة حوادث تنسيه أخته وتذهله من نفسه.
وهذه الأساطير جرى كاتبها فيها على طريقة علمية اكثر مما يجرى على طريقة فن أدب فقد تحرى فيها المصادر، ودرس آثار الكاتبين عنها قبله في الآداب القديمة والحديثة، وألزمته هذه الطريقة أن يشرح ألفاظاً ويحقق تواريخ تتعلق بالميثولوجيا. والعجب لحوادث أوردها بعضها محقق في الوجود وبعض ورد ذكره وحوادثه في الكتب المقدسة فرواها الأستاذ البستاني على إنها في أساطير.
وليس في وسع التحقيق الأدبي وان شاء الأطراف أن يميل إلى هذا التسامح.