فإنني لمتبرع لهم بهذه الآلاف الخمسة حيثما وجدوها في مصرف أو بيت أو ثمناً لعقار أو بضاعة أو إسناد تشترى وتباع
وحيثما وجدوا ذلك المال فليكتبوا إلى صاحب الرسالة بموضوعه، ولهم أن أتبع كتابتهم بعد يوم واحد بتحويل صريح يخولهم قبضه حلالاً مباحاً وفاقاً لكل شرط يقترحونه من شروط القانون
وليدعوا لي بالخير إذن كما يدعون للرفقاء أجمعين، فإنني سأعطيهم إن صدقوا ما لم يأخذوه - ولن يأخذوه - من رفيق!
وندع هذه الأضاحيك ونعود إلى الموضوع (المؤلفين والمقترحين) الذين كتبنا عنه في الرسالة مقالنا الأخير
فقد وردتني في هذا الموضوع رسائل شتى من مؤيدين ومناقشين، وخير ما وردني من رسائل التأييد رسالتان إحداهما يقول صاحبها (ا. زين العابدين): إن كل نسخة من كتاب يقتنيها قارئ مثقف هي رد مطول على أصحاب المقترحات على قلتهم، وإن كانوا من ذوي الثقافة والاطلاع
والأخرى يقول صاحبها (محمد عبد الهادي): إن رضى المؤلف عما كتب لقرائه هو العزاء الذي يرجح بكل جزاء ويغنيه حتى عن الإعجاب والثناء
وراقني فحوى هذه الرسالة على التخصص لأنني تلقيتها من محض المصادفة في بريد واحد مع مجلة (ورلد ديجست) الإنجليزية وفي صدرها خطاب معاد لمستر شرشل يتكلم فيه عن (غبطة المؤلفين) ويجعلها - كما يجعل كل غبطة من نوعها - عليا المطامح التي ترتقي إليها آمال الناس من هذه الحياة
فليس في الدنيا - كما يقول - سعادة أسعد من نجاحك في التوفيق بين موضوع عملك وموضوع سرورك، أو من اتخاذك العمل سبيلا من سبل الرياضة والرضاء، وهو يسأل ويطيل في سؤاله بما خلاصته:
ماذا يعنيك مما يحدث وراء الأفق الذي نعيش فيه بعملك وسرورك؟ ليصنع مجلس النواب ما بدا له، وليصنع معه مجلس اللوردات مثل هذا الصنيع، ولتضطرب الأسواق، وليثر من يثور، فلا ضير عليك وأنت منزو في تلك الساعات القلائل عن عالم يساء حكمه أو يساء