إلى تجسيم العيوب، وتغفل أو تتغافل عن مكافأة من يتهمون وهم أبرياء
أعظم ما يجازى به المتهم البريء هو الحكم بأنه بريء، ولم نسمع أن متهما بريئا جازاه قاضيه بجائزة تذهب عنه أفاك المرجفين
لا رجاء في الدنيا ولا أمل في الناس، أن لم يأت يوم يكون فيه حكم البراءة بشيرا بالرفاهية والرخاء
فأين المويلحي من هذه المعاني؟
ظلمه معاصروه فظلم معاصريه، والظلم بالظلم بغي وعدوان كان المويلحي ابن زمانه، فلم يهتد إلى فكرة العدل الصحيح، ولو أنه عقل لأدرك أن المظلوم لا ينبغي له الوقوف في صفوف الظالمين
لو كان للمويلحي نصيب من الروحانية الصوفية لأدرك أن اضطراب المجتمع المصري عقوبة فرضها التفريط الذي توارثته أجيال عن أجيال، وعجز عن طبه الدهر والزمان
ونحن في مصر، ومصر أمةآذت وأوذيت، وقاتلت وقوتلت، وهي إلى الأبد في عراك وقتال وصيال
ليت المويلحي أدرك هذه المعاني، وليته فهم أننا نجرجر تاريخا له في ضمير الإنسانية جذور وجذوع وفروع.
لو عقل المويلحي لقال في مصر كلاما غير الذي قال
ولكنه معذور، لأن (العدل الرسمي) ساقه إلى أن يقول ما يقول