للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهذا النوع هو الذي تنصرف إليه كلمة اللغة إذا أطلقت

وسنشرح في مقال اليوم مدى مشاركة الحيوانات للإنسان في كل نوع من هذه الأنواع الأربعة

تشترك معظم فصائل الحيوان مع الإنسان في النوعين الأول والثاني من أنواع التعبيرات السابق ذكرها (التعبير الطبيعي عن الانفعالات بمظهريه المرئي والمسموع). فانفعالات الحيوان، جسميها ونفسيها: كالجوع والعطش والسرور والفرح والاطمئنان والحزن والاشمئزاز والغضب. . . وما إلى ذلك، يثير كل منها لدى المتلبس به طائفة خاصة من الحركات الفطرية غير المقصودة، وهذه الحركات بعضها بصري، أي يصل عن طريق حاسة النظر: كاتساع الحدقة وضيقها، وبسط الأذنين وخفضهما، والتكشير عن الناب، ووقوف الشعر، وانتفاخ الجسم والأوداج، والهرب والاختفاء. . . وما إلى ذلك؛ وبعضها سمعي، أي يتمثل في صوت يصل عن طريق الأذن: كرغاء الناقة وبغامها، وصهيل الفرس وقبعه عند نفوره من شئ وحمحمته عند الجوع أو الاستئناس، وشحيج البغل، ونهيق الحمار، وخوار البقر، وثغاء الغنم، وزئير الأسد، وعواء الذئب، وتضوره وتلعلعه عند الجوعه، ونباح الكلب، وضغاؤه إذا جاع، ووقوقته إذا خاف، وهريره إذا أنكر شيئاً أو كرهه، وضباح الثعلب، ومواء الهرة، وضحك القردة، وصرصرة البازي، وقعقعة الصقر، وهدير الحمام، وسجع القمري، وزقزقة العصفور، ونعيق الغراب، وفحيح الحيات وكشيشها وحفيفها عند تحرش بعضها ببعض إذا انسابت، ونقيق الضفدع. . . وهلم جراً. . .

وتشترك كذلك بعض فصائل الحيوان مع الإنسان في التعبير الإرادي البصري، وهو التعبير بالإشارة. ويبدو هذا على الأخص لدى الحيوانات التي تعيش جماعات كالنحل والنمل والقردة والبقر والغنم والوعول وما إليها - فقد ثبت أن كثيراً من هذه الفصائل وغيرها تستخدم أحياناً بعض إشارات جسمية للتعبير بشكل مقصود عن بعض شئونها. ففحل الأوعال (الأيل) يستخدم في أثناء قيادة قطيعه بعض إشارات برأسه وقرونه للوقوف فيقف جميع أفراد القطيع، وبعض إشارات للسير فيسير جميع أفراد القطيع؛ ويستحث المتخلفات بأن ينطح كلا منها نطحاً خفيفاً. ويستخدم الأذكياء من الكلاب مع أفراد فصيلتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>