هذه هي قواعد الإسلام وهذا هو شيء عنها، وإن الإسلام لأجل وأجل من هذا الذي بسطت وأعظم
فهل في الدنيا مسلمون كثيرون؟
الواقع أننا في حاجة إلى صرخة جديدة تهتف بالإسلام ليفيق على دويها المسلمون الذين نام الإسلام في قلوبهم - ولا نقل إنه مات، لأنه لا يمكن أن يموت، فهو دين الفطرة والطبيعة المرتقية، فهو حي ما كانت الحياة، إذا أغفله أهله المنسوبون إليه، فإن غيرهم ساع إليه متعلق به؛ يحققه قليلاً قليلاً، حتى ليشهدن في آخر الأمر به عمله، وليعلنن الشهادة بعد ذلك بلسانه
وهاهو ذا برناردشو يقول إن الإسلام هو الدين الذي سيسود أوربا بعد مائة عام. وهو لم يقل هذا إلا لأنه لحظ اتجاه الحياة الأوربية إلى مبادئ الإسلام الحقة تستنجد بها كلما أحست وحشة المارد وظلمتها، مدفوعة في ذلك بعوامل الطبيعة لا بتبشير يزاوله المسلمون، ولا بجهاد يمارسونه. و (شو) فنان من الغرب يعرفه الناس بأنه قد حرر عقله، وهو يؤذن بالإسلام على رأس أوربا. . . فكم من فنان (مسلم) يفعل اليوم هذا؟. . . قليلون جداً، فأكثرهم يتحرروا كما تحرر هو، وأكثرهم لم يصقلوا إحساسهم كما صقل إحساسه هو، وأكثرهم لم يطلقوا عقولهم من أغلال الزيف كما أطلق عقله هو، وأكثرهم يعربدون في ظلمة الباطل خارج الحدود التي رسمها الإسلام للحياة. . . ولا يعربد هو وكأنما هم يجهلون أن الفن من الحياة، وأن للحياة حدوداً رسمها الإسلام فحصر في داخلها أصولها، ثم ترك الخيار بعد ذلك لكل مسلم أن ينطلق داخل هذه الحدود ما حلا له الانطلاق، وحدود الإسلام ليست قيوداً مما يشل الحركة، ولا هي أغلال مما يمنع النهوض، ولا هي عصائب مما يحجب عن العيون النور، ولا هي أحجار مما يثقل على الحس، ولا هي جهالات مما يمتنع على العقل الاقتناع به وتدبره، وإنما هي حدود الطبيعة التي لا يمكن خرقها، والتي لا يخرقها إلا من يظلم نفسه، وهي ليست شيئاً إلا تحرير الإنسانية من كل عبودية تفرض عليها إلا عبادة الله ومن كل تقليد أو نظام يراد به العبث بكرامة العقل أو كرامة الروح. . . وهي في ذلك كله سعي حر بالتطور إلى الارتقاء