مستفيضة جامعة تلم أشتات الصحافة المصرية - أخبارها، وحوادثها، وصحفها، ورجالها، وعهودها - منذ الحملة الفرنسية حتى اليوم. وتمتاز الرسالة بأن مؤلفها ذهب وراء العرض والوصف وثبت المصادر، إذ جعل يعلل الواقعات والمظاهر بالنظر في شؤون السياسة وأحوال الاقتصاد وقضايا العمران. فالرسالة بهذا تتصل بفن الفلسفة التاريخية اللاحقة بالحضارة الفكرية.
ولعل الرسالة تنقل إلى اللغة العربية لحاجة قرائنا إلى ما فيها من الفوائد والحقائق، وعسى أن يضع المؤلف إذن مسردين يدرج فيهما أسماء الأعلام وأسامي الصحف، لأجل تقريب الفائدة.
كتاب جريء
أخرج النائب المحترم الأستاذ حسن الجداوي كتاباً عنوانه (عيوب الحكم في مصر). ولا تعني السياسة مجلة كالرسالة مقصدها الأدب؛ بيد أننا نسجل إقدام الأستاذ الجداوي على الكتابة المنطلقة من كل قيد رغبةً في تدارك العيب الواضح. هذا وإن الأستاذ الجداوي يناوئ أموراً تناوئها الرسالة. من ذلك:(روتين) المصالح الحكومية وجمود نفر من أصحاب الأمر فيها، وقيام نظام (المحسوبية)، ثم إهمال أهل الكفايات واستبعاد الشباب، ثم التفرد والانزواء عن المصلحة العامة. . . بنا حاجة إلى أمثال الأستاذ الجداوي.
وليت الأستاذ الجداوي صرف إلى شؤون الثقافة من همه أكثر مما صرف؛ فإن الذين يتعهدون الثقافة الحق في البرلمان المصري معدودون. ولا بد من تآزر الصحافة والنواب في هذا الجانب حتى نستقبل عهداً تستقيم فيه أسباب الحياة الفكرية.
جلال الفلسفة العربية
ذكرت لك من قبل (عدد ٣٠٦) كيف اعترف الأب هكتور تيري، من أساتذة المعهد الكاثوليكي في باريس بجلال الفلسفة العربية. فخذ الآن قول العالم اليسوعي الأب كتاب تهافت الفلاسفة للغزالي، وتهافت التهافت لأبن رشد، وتلخيص كتاب المقولات له، والجزء الأول من تفسير ما بعد الطبيعة له. قال الأب بويج في مؤتمر المستشرقين السابع عشر في مدينة اكسفرد (سنة ١٩٢٨): من الأمور التي جلبت إلى العالم العربي الفخر الاسمى،