للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمر أيسر مما عسّرا وأبسط مما ركّبا، وذلك أن الرجل لما رأى في ماء النخالة غذاء وشفاء عرض له أن يستفيد من ذلك، فتقدم إلى امرأته بأن تطبخ للعيال كل غداة نخالة ليكون في متناول حسائها غنية عن أكلة من أكلات اليوم، ثم هو يوجهها إلى تدبيره المحكم بقوله (فتبيعين إذا الجميع بمثل الثمن الأول) يريد إنه إذا تجمع عندها مقدار صالح من مطبوخ النخالة بعد تجفيفه باعته بمثل الثمن الذي اشترته به لأن النخالة لم تتغير حالها بعد الطبخ عما كانت عليه قبله

فقد بأن مقدار التعسف في هذا الشرح بتصور القمح وطحنه وإبقاء الدقيق والاستغناء بالنخالة عن كل طعام آخر وأن أصحاب هذا التدبير قد وفقوا إلى أن يعيشوا حياتهم كلها بفرق ما بين النخالة جديدة ومطبوخة

فيا الله أيها الشارحان إذا كنتما جادين في هذا الخيال وقد اقتنعتما به، فلم أشتري الرجل وامرأته القمح وتكلفا طحنه ثم بيع الدقيق الذي بقي بحاله والنخالة بعد طبخها؟

أما كان يكفيهما أن يشتريا النخالة وحدها ليأخذا فائدتها ثم يبيعاها مسلوبة الفائدة فلا يكونان بحاجة إلى كل هذا التعب؟ ولكن تكلف الشارحين وتعسفهما قد جعلهما يكلفان الرجل والمرأة كل هذه المشقة في أمر معاشهما

(للكلام بقايا)

محمود مصطفى

<<  <  ج:
ص:  >  >>